عبده الأسمري
بخبرة عسكرية وتجربة دبلوماسية اكتملت سيرته «بدراً « طغى على الأضواء في غربة مختلطة بالتحديات والتعديات، فصنع له «حباً وطنياً « عند العامة ووضع له «بصمة مؤسساتية « أمام الخاصة. سفير برتبة عسكري ودبلوماسي من حاملي «المهمة الماسية «، إذا ما اقترنت المسؤولية بعمق استراتيجي وبُعد مستقبلي، لعمله في بلاد طغت فيها الفتنة وبغت فيها الطائفية.
إنه السفير السعودي في العراق ثامر السبهان العميد الركن السابق المتخصص في الأمن والحماية، والذي صال وجال في ردهات العمل الحربي والعسكري، درس ثامر السبهان في المرحلة الابتدائية وأكمل المرحلتين المتوسطة والثانوية بالرياض، ونال البكالوريوس في العلوم العسكرية بكلية الملك عبد العزيز الحربية وماجستير في العلوم الشرطية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وآخر في العلوم العسكرية من الأردن. تنقّل خلال عمله العسكري في عدة مواقع، حيث تولى قيادة فصيلة التدخل السريع في كتيبة قوة الشرطة العسكرية الخاصة وعمل قائداً لفصيلة في السرية الرابعة، ثم مساعداً لقائد السرية الرابعة في كتيبة قوة الشرطة العسكرية الخاصة، ثم قائداً للسرية الثانية تدخُّل سريع في كتيبة قوة الشرطة العسكرية الخاصة للأمن والحماية، ثم قائد سرية تدخُّل سريع، ثم مساعد قائد كتيبة قوة الشرطة العسكرية الخاصة للأمن والحماية، ثم قائد مجموعة أمن وحماية. وفي عام 1431 تم تعيينه مساعداً للملحق العسكري في لبنان لمدة ثلاثة أعوام، ثم ملحقاً عسكرياً في السفارة ذاتها لمدة عامين، حتى اختارته الثقة الملكية ليكون سفيراً لخادم الحرمين الشريفين في الجمهورية العراقية.
بملامح شابة وعينان تشعان «حنكة « ووجه مألوف تطغى عليه السحنة الحائلية وتملأه طيبة «شمر «، التي تربطه بها علاقة أصول وجذور أُسرة وأعماق قبيلة امتلأ تاريخها بالبطولة والرجولة والشهامة والاستقامة. يطلّ السبهان متحدثاً بارعاً في مجال عملة بلغة تحمل عتاد خبرة عريضة، وحياد رؤية دبلوماسية تقرأ التاريخ من كلماته الأولى وسطره الأخير.
ما بين لبنان والعراق تكونت لدى السبهان خبير الأمن والحماية والتدخُّل السريع، ملامح القوة الدبلوماسية وخارطة العمل السياسي في الأرض المحروقة، وتمكن من فك ألغاز القوى الخفية وأبدع في تفكيك لهجة المؤامرات وإخراجها إلى لغة بيضاء تفهمها الشعوب قبل القيادات.
السبهان من أفضل ضباط الأمن والحماية على مستوى عالمي، حيث صقل مواهبه ونمّى مهاراته في دورات تخصصية دقيقة في داخل وخارج المملكة، في أمن الطائرات وأمن المنشات الحيوية وإدارة الأزمة وحماية الطائرات من مخاطر الإرهاب، وحماية المنشآت الحيوية، ودورة القيادة والأركان أهّلته لأن يقوم بمهمات دولية لا يُختار لها إلا المحترفون، حيث عمل كضابط أمن وحماية لعدد من وزراء الدفاع، منهم: وزير الدفاع الأمريكي ديك تشيني، وزير الدفاع البريطاني توم كينج، ورئيس أركان القوات المشتركة في الولايات المتحدة الأمريكية، الفريق الأول كولن باول، والقائد العام للقيادة المركزية الأمريكية الفريق الأول جوزيف هور، والقائد العام للقيادة المركزية الأمريكية الفريق الأول بينفورد بي، وقائد القوات الأمريكية الفريق الأول هورنر. شارك السبهان بفاعلية ودراية وخبرة صقلها وسط الميدان العسكري، ونهلها من غرف العمليات، وأكملها في ردهات القيادة.
كان اسم السبهان حاضراً ناضراً مع كل تكريم، فخطبت وده «الأوسمة « فنال الأدق منها عملياً، وناداه التكريم فامتلأت بزّته العسكرية الملونة والمشكّلة بالأنواط، لتكون شاهدة على سيرة بطل من أرض الوطن اختارته القيادة ليكون ممثلاً لها في أكثر الأوطان اضطراباً وانقساماً، ليكون ثابتاً على رأيه مثبتاً في عقول أعدائه قبل أعوانه أن مواقف السعودية خط أحمر، لا يقبل التجاوز على أي منطلقات أو مسلّمات أو ثوابت أزلية، وأنّ سياسة الوطن رهان مرحلة تقف مع السلام وتدحر الفتنة، وأن العمل الديبلوماسي «برهان « على المواقف والعمل الدؤوب لخدمة وطن أُم وأوطان شقيقة لتوطيد الأمن ولجم الفتن.
أعطى للأعداء دروساً في محاربة الفتنة، عندما كشف الملامح الخفية للحشد الشعبي في العراق ومن يؤجج الطائفية من نظام إيران، مما جعله عرضة لمحاولات اغتيال باءت بالفشل.
سيظل السبهان مثالاً وطنياً مميزاً في سيرته وسيف ديبلوماسية أمام الفتنة يسير بخطى واثقة نحو بُعد نظره، بينما يتراجع أعداؤه وأعداء الوطن عشرات الخطى للخلف للاختباء في كهوفهم المظلمة السوداء بالفتنة المسودة بالطائفية.