فهد بن جليد
أهم نقطة عليك أن تفكر بها، هل سيعود مديرك بعد الإجازة؟ أم سيتقاعد؟ يستقبل؟ يُقال؟ سألت شريحة من الناس هذا الأسبوع، هل يفضِّلون تغيير (المدير) بعد الإجازة؟!
نحو 43 % من الشريحة تفضّل ذلك، ولأسباب مُختلفة منها (غلاسة) سعادة المدير، وإصابة أغلب المديرين بداء (ضيق الأفق )، والجهل المُركّب، الناتج عن سوء الإدارة، وحب التسلّط، والانحراف في استخدام السلطة، مما يُنتج الاعوجاج الإداري، والانبعاج القراري، على طريقة أنا أقرر وأنت تنفذ!
هناك من تسلّلوا لمناصبهم (دون خبرة إدارية) سابقة تتعلَّق بفهم الأنظمة، ولا بكيفية تطبيقها، أو طرق التعامل مع الموظفين، فهم بلا دورات إدارية تأهيلية، وبلا خبرة عملية، ينقصهم فن القيادة وحسن الإصغاء، وهذا النوع من المديرين أشبه بمن يقود ( شاحنة) في طريق مُزدحم بسرعة جنونية، وقد أغلق النافذة فلا يستمع لصوت وصراخ أصحاب (المركبات الصغيرة) في الشارع، والرؤية غير واضحة بسبب (ضعف نظره)، ومع ذلك يصر على زيادة السرعة أكثر للوصول لهدف مُبهم، فلك أن تتخيل الكوارث التي تخلفها (قيادته الغبية) لهذه المركبة؟!
إلى كل مدير لن يتقاعد، ولن يستقيل، ولن يُقال، وسيبقى على قلب موظفيه بعد الإجازة.. أهمس في أذنه ألا تخشى من الموت في هذه الإجازة؟ مع كثر حوادث السيارات، وزيادة المفقودين بيننا؟ ألا تُقلقك دعوة مظلوم تحت إداراتك؟!.
أيها المدير، يا من غرَّه منصبه، اعلم أن المنصب مسؤولية لا مكانة، فودّع موظفيك وزملاءك، وقل لمن حولك إنك تحبهم، وأطلب منهم المغفرة والصفح عمَّا قد بدر منك حتى دون قصد، فربما أن أحدكم لن يعود لعمله ثانية، اللهم اجعلها إجازة خير لا ضيق فيها، وأتمها علينا لا فاقدين ولا مفقودين..
اللهم وكما رزقتني (بثمانية) يُديرونني من الصباح وحتى المساء في كل يوم، فاحفظهم لي، وأعدهم سالمين بعد الإجازة، واجعلهم راضين عني دوماً مثلما أنني راض عنهم يا الله.. والكاذب إن شاء الله يخصمون عليه (5 أيام).. آمين.
وعلى دروب الخير نلتقي.