سعد الدوسري
مع احترامنا لحرية وحق التعبير، إلا أننا نقف أحياناً موقف المستغربين، حين ينشر المسؤول الذي كان يتبوأ مركزاً قيادياً في مؤسسة رسمية، مقالات صحفية أو تغريدات إلكترونية، ينتقد فيها قطاعاً كان مسؤولاً عنه، ولم يغيّر فيه شيئاً، على الرغم من أن كل الفرص قد أتيحت له.
هنا نسأل:
- ما الهدف من نشر المقالات والتغريدات؟! هل هو للاقتصاص من الذين كانوا ينتقدونه؟! هل هو لإحراج المسؤول الذي جاء بعده، ليتساوى هو وإياه، في نفس المصير؟! هل هو لإرسال رسائل مبطنة للدولة، بأن الخلل ليس فيه، ولكن في جذور المؤسسة؟!
إنَّ من أكثر الظواهر التي تطغى على مؤسساتنا الحكومية، ظاهرة تغيير الوزير، وبقاء القياديين الذين كانوا يعملون مع الوزير السابق. وهذه الظاهرة تسببت في أزمات وزارات مثل الصحة والتعليم والثقافة والإعلام. ففي تلك المؤسسات، هناك قيادات «موازية» للوزير، تعمل بمعزل عنه، وتقرّر ما الذي ينجح وما الذي يفشل، بعيداً عمَّا يرغب هو. وفي أغلب الأحيان، تكون القيادات «الموازية» متحفظة على برامج الوزير الجديدة، وتضع كل العراقيل أمامها، إلى أن يطفش الوزير، ويرفع الراية البيضاء، وتعود المؤسسة إلى حالها السابق، في انتظار وزير جديد.
البعض يعطي المسؤولين السابقين، الحق في نشر آرائهم التطويرية، ولكنهم يستهجنون الهجوم الشخصي على المسؤولين الحاليين، حينما يخبصون نفس التخبيصات التي كانوا هم يعلّون قلوب المواطنين بها.