فهد بن جليد
احتجت لبعض الوقت حتى (أفرّك عيني) لأتأكد بأنني في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالفعل؟ فقد ارتدت الجامعة (ثوباً ترفيهياً) جديداً في صيف هذا العام، عندما خصصت مهرجانها للعائلات - لأول مرة - بعدما كان في نسختين سابقتين (للمرأة والطفل) فقط؟!
فأنا أشاهد صالة كبيرة جداً تضم الرجال والنساء والأطفال معاً، في جو أسري عائلي ترفيهي (رائع جداً) دون أي حواجز، حيث المقاهي والمطاعم والألعاب التي تناسب كل الأعمار, والأجنحة التجارية، فيما خُصصت (صالة نسائية) مُجاورة لتقديم الدورات الخاصة بهن، والتجول في أركان الأسر المُنتجة بشكل مُستقل.. إلخ.
شدّني صوت بعض (الشيلات الوطنية الحماسية) على مسرح الطفل، وتفاعل الأطفال وتصفيقهم..، وما قدمته فرقة (خواطر الظلام) من عروض وطنية (بامتياز) تناغمت فيها الموسيقى مع العاكس الضوئي والليزر، وسط تصفيق الحضور الحار في كل مرة تُظهر فيها اللوحات والعروض أهمية الوحدة الوطنية، ومحاربة التطرف، وتزرع في نفوس الصغار مبادئ وآداب وقِّيم دينية ووطنية تحميهم - بإذن الله - إن هم تمسكوا بها، ليتغلب الخير على الشر في نهاية كل نفق مُظلم، مع لفتة جميلة ورائعة وذكية من الجامعة بتخصيص حفلها الختامي يوم - أمس الأول- لشهداء الوطن وأسرهم، حيث تذكّرنا جميعاً الشهداء الذين قدّموا حياتهم للدفاع عن الدين وحماية الوطن، ببطولاتهم الخالدة.
العرضة السعودية كانت خير ختام، عندما صدح أعضاؤها (بصوتهم عال) يتغنون بأجمل ما قيل في الوطن، مع قرع الطبول، في رقصة وطنية تعني لنا الكثير، ما أحوجنا إلى تطوير النشاط المُجتمعي في جامعاتنا، ليكون مُلبياً لاحتياجات وتطلعات كل فئات وشرائح المُجتمع، ومتوافقاً مع الرؤية الوطنية 2030 خصوصاً فيما يتعلّق بجانب الترفيه، الذي كان غائباً عن مشهدنا الثقافي والمُجتمعي، بل حتى عن مناراتنا العلمية لوقت طويل؟!
الجامعة ظهرت بملامح أجمل هذا الصيف، فهل تستمر بارتداء هذا الثوب في فعاليتها الأخرى، ومناسباتها الوطنية القادمة؟ أم أن الصيف له أحكامه؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.