د.عبدالعزيز العمر
عنوان هذه المقالة استعرته من الإعلامي المرموق أحمد الشقيري. الكثير من نظم التعليم اليوم يمكن وصفها بأنها (خردة)، والقليل منها يمكن وصفها بأنها (كنز). إن كون التعليم (كنزًا) أو (خردة) لا يعتمد بالضرورة على ما تخصصه الدولة للتعليم من ميزانيتها العامة. ولو كان الأمر كذلك لكنا تفوقنا تعليميًّا على المارد التعليمي كوريا الجنوبية. ميزانية التعليم الكبيرة قد تذروها الرياح بسبب سوء الإدارة، أو استشراء الفساد، أو ضعف الرقابة وتدني المعايير.. وبناء عليه لا يمكن اعتبار ميزانية التعليم مؤشرًا حقيقيًّا على جودته. لكن السؤال الذي يجب التأمل فيه هو: متى يكون التعليم (خردة)؟ ومتى يكون (كنزًا)؟ العاملان الآتيان يمثلان أقوى العوامل في تحويل التعليم من (خردة) إلى (كنز): أولاً: وجود الدعم الكافي من السلطة السياسية العليا. بدون هذا الدعم السياسي يستحيل أن يحقق التعليم أي تطور له قيمته؛ لذا وجدنا أن معظم مشاريع تطوير التعليم العالمية الكبرى تحمل أسماء القادة السياسيين؛ فهم وحدهم القادرون على توفير فرص نجاح أي مشروع تعليمي. ثانيًا: إسناد القيادة التعليمية (في مستوياتها المتعددة) إلى قيادات محترفة، تمتلك رؤية مهنية مستقبلية واضحة وحادة لتطوير التعليم.. قيادات تستطيع تحويل تلك الرؤية إلى استراتيجيات، ثم إلى برامج عمل. الضابط الأهم على الإطلاق في اختيار أي قائد تعليمي يجب أن يكون قدرته على أن يُحدث فرقًا ملاحَظًا فيما يحققه الطلاب من إنجازات تعليمية. شجرة عائلة الشخص ووجاهته الاجتماعية الاقتصادية وصلته بصناع القرار الوطني يجب ألا تؤثر في اختياره قائدًا تعليميًّا. وهنا مربط الفرس.