لا أحد يستطيع أن ينكر دور المسجد في الحي وأهميته وفي المجتمع على العموم، وكذلك دور إمام المسجد في متابعة شؤون أهل الحي والمساعدة على قضاء حوائجهم.
يعتبر إمام المسجد مرجعا لأهل الحي إذا اختلفوا، وأيضا هو الحل بعد الله إذا أغلقت الأبواب. فهو المعين وهو الموجه وهو الداعم. كما إن من أهم أدوار الإمام هو إقامة الصلاة والاطمئنان على أهل الحي.
لاحظنا في الآونة الأخيرة توالى على إمامة المسجد أئمة شباب وهذا شيء جميل ورائع أن تمنح الثقة للشباب. ومما يميز الشباب أن نشاطهم وحيويتهم يساعدهم على إقامة الصلاة وتتبع أحوال الحي... كذلك يساعد في معرفة تفكير الشباب نظرا لقرب عمر إمام المسجد من الشباب فتكون رسالة الإمام أقوى وأقرب للتأثير.
لا أحد يشكك أن إمام المسجد ضحى بوقته وماله من أجل متابعة أحوال الحي وإصلاح ذات البين والنظر في شؤون الناس ومحاولة مساعدتهم، لكن في الآونة الأخيرة بدأنا نلحظ ملاحظات على قلة قليلة منهم، نتمنى منهم أن يأخذوها بصدر رحب ويتفاعلوا معها ويحاولوا تعديلها ويعلم الله أنها من محب لهم، غيور عليهم.
من ضمن تلك الملاحظات:
1- الحرص على الحي وأهله:
بعض الأئمة -هداهم الله- يأتي إلى الصلاة وباله مشغول ولديه العديد من الارتباطات، وبمجرد أن تنتهي الصلاة تجده أول من يخرج من المسجد.
نحن نقدر للإمام انشغالاته الخاصة ولكن عشمنا في الإمام أن يضحى بجزء من وقته للسؤال عن أهل الحي والاستماع لهم.
2- نظافة المسجد:
نعلم أن الدولة -رعاها الله- قد خصصت عاملا للاهتمام بنظافة المسجد، ولكن العامل دون إشراف أو متابعة وبالتالي ستكون إنتاجية العامل ضعيفة مما يؤدي إلى عدم نظافة المسجد.
3- بعض الأئمة يفضل أن يلقي درسا قبل الصلاة من أجل أن يضمن عدم انسحاب المأمومين، الأمر جميل ولكن بشرط الالتزام بوقت إقامة الصلاة وإن كان من الأفضل إلقاء الدرس بعد الصلاة والمأمومين على ظروفهم، من أراد أن يبقى ومن أراد أن يغادر.
4- بعض الأئمة لا يلتزم بموعد إقامة الصلاة لدرجة تضايق وتزعج المأمومين. أتمنى من الأئمة احترام الوقت وعدم التأخير لأن احترام الوقت من أهم أخلاقيات المسلم.
5- المبالغة في تحسين الصوت وإظهار الخشوع لدرجة عدم ارتياح المصلين.
ختاماً:
أود أن أؤكد أن الأئمة حفظهم الله جمعيا لهم دور كبير في إصلاح المجتمع، ولهم منا الدعاء بأن يوفقهم رب العالمين وأن يأخذ بأيديهم إلى الخير، ولست هنا بصدد مدحهم لأن مناقبهم كثيرة ويكفي أنهم يعملون الشيء الكثير احتسابا لوجه الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..