الإنسان وكل إنسان ومنذ نعومة أظافره يملك الكثير الذي يستطيع أن يُغير الكثير في حياته مع مرور الأيام على وضعه الاجتماعي والاقتصادي والنفسي وهناك من يكتسب الشهرة المحلية وربما العالمية. لكن للأسف الكثير من الناس تموت ما يملكون حيثُ إنهم لا يعرفون ما يملكون. إنها الموهبة وهي نعمة من الله لكل إنسان دون استثناء يقول العالِم النفسي إبراهام ماسلو: (الموهبة، هي طاقات، تُطالب باستغلالها، ورغبة في كل شخص لتحقيق ذاته، وعزم متواصل على تطوير الذات، واحترامها، وتحقيق الإنجازات). بالرجوع إلى معاجم اللغة العربية نجد كلمة (موهوب) مأخوذة من الفعل (وهب) وهي العطية أي الشيء المعطى للإنسان والدائم بلا عوض ففي لسان العرب الموهبة: من وهب - يهب ووهوب أي يعطيه شيئاً. أما معجم المنجد: فقال: وهب أي إعطاء الشيء بلا عوض. أما القاموس المحيط: فالموهبة: من وهب - يهب والموهبة العطية.

الأسرة والمدرسة هما المسؤولتان عن اكتشاف الموهبة لدي الطفل أو الطفلة، وهما المسؤولتان عن قتل الموهبة بعمد أو غير عمد أو عدم إدراك. ببساطة هذه بعض طرق اكتشاف المواهب ومنها ماهي المواد الدراسية المحببة والمفضلة لدى الطفل، ما هو ميوله أو ميولها غير الدراسية مثل الرسم والخط والتطريز. عموما اكتشاف الموهبة تتم عن طريق تجريب الأشياء.. مثلاً.. السباحة لعب كرة القدم والرياضة بأنواعها والسؤال ماذا تحب أن تكون في المستقبل؟ سوف تجد أجوبة تقودك إلى موهبة الطفل.

شخصيا اكتشفت موهبتي في المرحلة المتوسطة حيث إنني أحب مادة التعبير، ومع مرور الأيام الحمد لله أصبحت أكتب الرواية والقصة والمقال. هناك سيدة أعرفها تملك موهبة الرسم بقلم الرصاص أحيانا أتخيل ما رسمته ما هو إلا لقطة كميرا حديثة. تلفت من حولك سوف تجد الكثير من اكتشف موهبته أو اكتشفت والكثير من تجاوز موهبته وماتتْ ولم تكتشف أو اكتشفتْ ولم يرعها أحد. أنت أيها الإنسان تملك الكثير اعط نفسك حقها واكتشف ما تملك من مواهب.

فخورون بمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع والتي من أهدافها التعرف على الطلبة الموهوبين ورفع مستوى وعي المجتمع بالموهبة والإبداع والابتكار. أما رؤية المؤسسة فهي أن يصبح الموهوبون والمبدعون الرافد الأهم للوطن وازدهاره ورسالتها فهي نسهم في بناء منظومة وطنية للموهبة والإبداع، ونوفر رعاية متميزة للموهوبين، ونعزز الشغف بالعلوم والمعرفة. وفخورون في إدارة الموهوبين التابعة لوزارة التعليم ورؤيتها ريادة الموهبة لجيل مبدع ورسالتها تقديم خدمات وبرامج نوعية للموهوبين باستخدام أحدث الأساليب العالمية والكوادر المميزة.

وزارة الثقافة والإعلام بين الحين والآخر تُكرم الموهوبين من الجنسين وترعاهم في جميع الجوانب الفنية والارتقاء بالفنون بمختلف النواحي الفنون المسرحية ورعاية برامج وتطوير مهارات الأطفال. قناة الثقافية مشكورة برامجها مميزة وكم أتمنى أن تضيف برنامجا أسبوعيا للمواهب خصوصا للأطفال في الرسم والخط والتمثيل والتقديم وجميع المواهب الأخرى، ويكون برنامجا يديره أصحاب الخبرة والدراية في هذا المجال.

وختاماً في رأيي الشخصي اكتشاف المواهب والبحث العلمي لا يختلفان كثيراً فكلاهما معرّض للصواب والخطأ في البدايات وبعد ذلك تتضح الأمور ونكتشف ما يثلج الصدر ويرفع اسم مملكتنا الحبيبة في سماء التقدم في كافة أنواعه. وأتمنى أن نشاهد ونتابع برنامجا أسبوعيا في قناة الثقافية يعتني بالمواهب. من أقوال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله وطيب الله ثراه: (إن أبناءنا الموهوبين هم عطاء الله لنا، دورنا تجاههم كبير وثقيل وإن لم نفعل ما يمليه علينا واجبنا تجاههم فإننا نتنكر لعطاء المولى ولا نستحقه).