الجزيرة - أحمد المغلوث:
الخادمة والسائق هل يمكن الاستغناء عنهما.. في ظل تراجع دخل العديد من المواطنين وعلى الأخص أصحاب الدخول المحدودة من المتقاعدين. سؤال أثاره أمامي أحد الزملاء المتقاعدين.. والذي اتصل بي طالباً نشر إعلان عن رغبته في التنازل عن سائقه الخاص رغم حاجته الماسة له بحكم كبر سنه وحاجته لوجوده ومع هذا فقرار التنازل عنه وليد طمكره أخاك لابطل.. فهو بات يعاني مثل مئات الآلاف غيره من المتقاعدين الذين توقفت علاوتهم قبل تقاعدهم قبل سنوات لبلوغهم نهاية السلم الأمر جعلهم في ثلاجة التجميد. وعدم حصولهم على زيادة سنوية مثل الموظفين الذين مازالوا على رأس العمل ومعناة هذا الزميل وغيره تضاعفت عشرات المرات نظراً لأنهم باتوا أصحاب أسر أكبر مما كانوا عليه في الماضي. مع أن بعضهم راح يبحث عن مجالات عمل تناسبه ومجال خبرته ليزيد من دخله. فهناك من أسس له مؤسسة صغيرة للصيانة أو بقالة منزوية في شارع فرعي.. أو حتى راح يقود سيارة «تاكسي» ليستطيع أن يصرف على بيته بصورة معقولة.. ولاشك أن حكايات ومعاناة المتقاعدين والمتقاعدات كثيرة ومتنوعة ولكل متقاعد أو متقاعدة حكايته المحزنة التي يعاني منها. رعم أنه هذا المتقاعد أو الأخت المتقاعدة قدما زهرة شبابهما في خدمة الوطن. لكن لأسف لم يحظ المتقاعد بما يجب أن يحظوا به من اهتمام وتقدير.. وكثير منهم كان ينتظر بعد تقاعده أن يحظى بتكريم أو تقدير أو حتى حقوق مالية أسوة بما يحصل عليه المتقاعد من بعض الشركات والهيئات. ولو اخذنا المتقاعد أبا فارس وكان موظفاً في وزارة الصحة تقاعد مبكراً بعد 38 سنة من العمل.. ولم يتسلم ريالاً واحداً، كونه تقاعد مبكراً..؟! وزميل دراسة له تقاعد من شركة فحصل على ما يقارب المليون ريال!.. والمشكلة مازالت مستمرة بل تتنامى يومياً لضعف رواتبهم التقاعدية وعدم قدرتها على توفير احتياجات أسرهم خصوصاً مع وجود رسوم مختلفة. ويقول المتقاعد سعد: إن المتقاعد الذي خدم وطنه على مدى أربعة عقود لا يطمح للثراء أو السكن في قصر بقدر ما يطمح أن يوفر لأسرته حياة كريمة تليق بهم وهذا ليس بكثير على وطن الخير والعطاء الذي امتد خيره لدول عديدة.. والجدير بالذكر أن كافة المسؤولين على قدر كبير من الثقافة والإطلاع ونسبة كبيرة منهم سافروا إلى الخارج وشاهدوا عن كثب توفر خدمات راقية ومتنوعة لهذه الفئة الغالية من أبناء الوطن الذين خدموه بكل حب ووفاء.
وعلى الرغم من وجود جمعية للمتقاعدين لكنها محدودة القدرة والفاعلية لعدم وجود ميزانية لها.. ميزانية تتناسب مع أهمية المنتسبين إليها.. هم بحاجة إلى أن تشملهم مظلة تأمينية استثنائيه كون نسبة كبيرة منهم باتوا يعانون من أمراض الشيخوخة وبحاجة ماسة للمتابعة والعلاج. وكم هو جميل أن نحسن التعامل مع احبتنا المتقاعدين والمتقاعدات فنوجد لهم حياة تليق بهم وأسرهم فهم قبل وبعد أبناء أوفياء ومخلصين لهذا الوطن.. وماذا بعد مختلف المؤتمرات والندوات في الداخل والخارج التي كرست لمناقشة هموم المتقاعدين كانت تشير إلى ضرورة تطبيق كافة المعايير الحية والعلاجية والرعاية والمتابعة لهم.. ورحم الله حبيبنا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد الراحل الذي كان يضع هموم ومتاعب المتقاعدين نصب عينه واهتمامه.. والبركة اليوم في الله ثم في من خلفه من إخوته وكافة المسؤولين في وطننا الحبيب.؟!.