فهد بن جليد
اليوم السبت هو يوم العمل الحقيقي (الأول) لسعودة قطاع الاتصالات بالكامل 100 %, بعد أن دخل القرار حيِّز التنفيذ يوم أمس الجمعة، ورحل غير السعوديين عن (محلات الاتصالات) في أول هجرة جادة من نوعها (لتوطين الوظائف)؟!.
المجتمع بأكمله مُتعاطف مع هذه التجربة، ومُتعطش لنجاحها أكثر من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، لرؤية أبناء البلد وهم يقودون هذا القطاع بالكامل، وكأننا مستعدون لدفع الثمن الذي تخوّف منه البعض نتيجة ارتفاع الأجور المتوقع، وما يعقبه من زيادة محتملة في الأسعار، وكلفة الخدمات المقدمة للمستهلك النهائي، وهي مخاوف لا اتفق معها تماماً إذا ما عرفنا أن أغلب المحلات تملّكها السعوديون بالكامل، عن طريق التدريب وقروض بنك التسليف، وبالتالي يفترض أن الربح البسيط للتاجر مع الاستمرارية، يشكل مرتكزاً رئيساً لنجاح هذه المشاريع، وتبقى موضوع الشركات الكبرى والوكلاء وهؤلاء لهم حسبة مختلفة؟ لأن رواتبهم في الأساس مرتفعة، ويعتمدون على نسب المبيعات والتسويق التي ستكون مغرية وكافية لشبابنا!.
شروط نجاح هذه التجربة -برأيي- تتمثل في الاستمرار بدعم المزيد من الشباب السعودي مالياً لدخول هذا القطاع، استمرار التأهيل والتدريب للجنسين، حماية الأجور في الشركات الكُبرى والموزعين، إظهار الحزم والجدية من لجان وفرق التفتيش بتطبيق النظام والعقوبة -طوال الأيام المُقبلة- وعلى كل المحلات بكافة المناطق، مع عدم الاكتفاء بالجولات التفتيشية الإعلامية، شبابنا بحاجة لعمل دؤوب ومُستمر لضمان قصر العمل على السعوديين فقط ومن في حكمهم من أبناء المواطنات السعوديات، التكيف والاستعداد للتعامل واحتواء أي (سيناريوهات محتملة) أو حيّل تهدف لإفشال تجربة السعودة في قطاع الاتصالات وهو أمر مُتوقع.. الخ!.
أكثر ما نخشاه في هذا الملف أن تفتر الهمم، ويقل الحماس بعد مدة من الزمن، ويترك شبابنا لوحدهم -من دون رقابة وتفتيش ودعم وتدريب- ليواجهوا مصيرهم بأنفسهم بعد اختفاء الفلاشات والأضواء، فذاكرة السعوديين لا تزال تحمل وعوداً وقصصاً (لسعودة) مجالات عدة على رأسها (بيع الخضار)..!.
توطين الوظائف في كل دول العالم هو مصير الشعوب وليس خيارها، وهنا الاختبار الحقيقي ليفهم مجتمعنا ذلك، ويثق بأبنائه وبناته؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.