«الجزيرة» - أحمد القرني:
تستعد مدينة الملك فهد الطبية في الفترة المقبلة لتدشين المرحلة الأولى من تشغيل المعجل النووي لعلاج الأورام بالبروتون الذي تم تركيبه بداية الشهر الحالي في المدينة الطبية بالتعاون مع المركز السعودي للعلاج بالجسيمات حيث يصنف الأول على مستوى الشرق الأوسط.
وأكَّد الدكتور محمود بن عبدالجبار اليماني المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية، أن تركيب المعجل النووي وتشغيله هو امتداد اتفاقية وزارة الصحة لإنشاء المركز الوطني لعلاج الأورام السرطانية بتقنية البروتون في مدينة الملك فهد الطبية، مشيرًا إلى أنها تأتي ضمن استراتيجية الوزارة في تبني البرامج الاستثمارية التي يمولها القطاع الخاص بهدف خدمة المريض وتحقيق تطلعات المواطن في الحصول على العلاج المتقدم وتطبيقًا لاستراتيجية الرعاية الصحية في المملكة.
وبين اليماني أن تقنية المعجل النووي تعمل على تعجيل البروتونات إلى طاقة 250 مليون الكترون فولت ثم تسليطها مباشرة على الأورام لتدمير الخلايا السرطانية بشكل عال الدقة للمحافظة على الأعضاء السليمة المجاورة للورم، لافتًا إلى أن مشروع نقل وتوطين تقنية العلاج بالبروتون من أكبر مشروعات العلاج بالبروتون على المستوى العالمي، كما أنه من أوائل مشروعات الشراكة بين كل من القطاع الخاص ووزارة الصحة، الأمر الذي يسهم في تخفيف عناء المريض ومرافقيه عند السفر لتلقي العلاج الاشعاعي بالبروتون في أمريكا أو ألمانيا.
وأضاف اليماني: « يعتبر العلاج بالبروتون من أحدث تقنيات علاج الأورام حيث يتم تعجيل البروتون في معجل دائري (سيكلوترون)، ثم يسلط هذا الشعاع على مكان الورم ليقتل الخلايا السرطانية ويحافظ على الخلايا السليمة الواقعة بجوار الورم وبالتالي فإن هذا النوع من العلاج يقلل من المضاعفات المعتادة في العلاج الاشعاعي التقليدي التي تستخدم الأشعة السينية في علاج الأورام وهذا النوع من العلاج الاشعاعي مناسب في حالات سرطان الأطفال التي تكون فيها المحافظة على الخلايا السليمة أولوية علاجية وفي نفس الوقت يتمكن الطبيب من استخدام جرعة عالية (أعلى من تلك التي يمكن إعطاؤها في حالة العلاج بالأشعة السينية)، ولذلك فإن هذه الجرعة العالية تفيد بإذن الله في زيادة فرص الشفاء من هذا المرض».
وحول مكونات مشروع تقنية البروتون بين الدكتور محمود اليماني أن المشروع يتكون من معجل دائري بطاقة 250 مليون إلكترون فولت، يتم توزيع الشعاع المنبعث من هذا المعجل إلى خمس غرف للعلاج الاشعاعي خصصت واحدة من هذه الغرف لعلاج العين والبحث العلمي.
وأشار إلى أن المشروع منذ تأسيسه بعدة مراحل: فقد تم في البداية عمل مواصفات كاملة للمعجل وغرف العلاج وجميع التجهيزات اللازمة، ثم أعلنت هذه المواصفات في منافسة عامة، تم اختيار أحد هذه الشركات العالمية بناء على مطابقتها لمواصفات المشروع وتاريخها المتميز في مجال العلاج الاشعاعي، بعد هذا تم البدء في إعداد المخططات الهندسية لمبنى المشروع وذلك بالتنسيق مع الشركة المصنعة للأجهزة، والاتفاق مع إحدى الشركات العالمية لتنفيذ الأعمال الإنشائية للمشروع بالشراكة مع شركة وطنية.