جاسر عبدالعزيز الجاسر
أثناء استعراض عناصر مليشيا منظمة بدر، إحدى المليشيات الأساسية في الحشد الشيعي العراقي الذي أقيم في ناحية الدور وهي ناحية مدينة أقرب إلى قرية كبيرة واقعة على الضفة الغربية من نهر دجلة يفصل بين محافظة صلاح الدين وبغداد الكبرى، وناحية الدور، والناحية في التقسيم الإداري العراقي تأتي بالمرتبة الثالثة بعد المحافظة والقضاء، والدور اكتسبت شهرة عراقية بعد أن عبر النهر الذي يفصلها عن بغداد الرئيسي السابق صدام حسين سباحة وهو جريح بعد إصابته في ساقه إثر محاولته هو ورفاقه اغتيال رئيس الوزراء الأسبق «الزعيم عبدالكريم قاسم» كما أن الدور هي التي عثر فيها على المكان الذي اختبأ به صدام حسين، إلا أن الذي خبأه وشى به وخانه وسلمه إلى الأمريكيين الذين أفقدوا صدام وعيه بإطلاق الغازات التي أفقدته سيطرته واتزانه قبل إخراجه من النفق الذي كان يختبئ به، وقد كشفت الصور التي أخذت للرئيس صدام حسين حين القبض عليه الوضعية التي كان عليها لحظة إخراجه من النفق؛ إذ كان زائغ النظرات ولا يشعر بمن حوله ومستسلماً لمصيره بعد خيانة من ائتمنه على حياته.
والدور أيضاً ينتمي إليها نائب الرئيس العراقي عزة إبراهيم الدوري ومنها أخذ لقبه خلاف ما يعتقد البعض بأن النسب يعود إلى منطقة الدورة إحدى ضواحي بغداد الكبرى.
ولهذا فإن للدور رمزية لدى العرب السنة، ولها قيمة سياسية لدى البعثيين العراقيين، ولهذا فإن من استولوا على العراق بعد الغزو والاحتلال الأمريكي يستهدفون تلك المواقع لتغيب الرمزية التي تحيط بتلك المواقع، ولهذا فإن منظمة بدر الإرهابية التي تخصصت في قتل العلماء العراقيين والطياريين الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية عملت منذ عبور مقاتليها الحدود العراقية في الأيام الأولى من الغزو الأمريكي قادمة بعد إيران حيث كانت تشن عملياتها الإرهابية ضد الجيش العراقي إبان تلك الحرب، وضمن ما هو مخطط له فإن منظمة بدر التي يسميها العراقيون بمنظمة غدر لأنها انتهجت أسلوب الغدر بالعراقيين لصالح ملالي إيران، التي يرأسها جنرال الحرس الثوري هادي العامري، عملت على الاستيلاء على المدن والمناطق التي يعتبرها العربيون مدناً ذات رمزية ترفع المعنويات وتعزز الانتماء العربي، وهدف عملاء إيران وأولهم العامري إلى تغييب هذا الانتماء بالقضاء على هذه الرمزية.
من هذا المنطلق نظم العرض العسكري لمليشيا بدر في مدينة الدور ليقوم عميد الحرس الثوري الإيراني هادي العامري الذي لا يزال أحد منسوبي هذه المنظمة الإرهابية الإيرانية، وفي الدور ومن حوله عدد من مستشاريه من ضباط الحرس الثوري الإيراني وبعض الملالي الإيرانيين والعراقيين من أصول إيرانية وأفغانية، أعلن العامري وبكل بجاحة أن مليشيات بدر أصبحت الآن أقوى وأكثر مهارة واستعداداً من الجيش العراقي والشرطة الاتحادية.
هذا القول الأول من نوعه بادعاء تفوق مليشيا إرهابية على مجمل القوات المسلحة العراقية من جيش وشرطة يوجه إهانة علنية لهذه القوات، وارتكاب جريمة خيانة وطنية مع سبق الإصرار، خاصة أن مطلقها لديه سجل حافل في الخيانة للعراق، فهو أول من قاد جماعة حاربت الجيش العراقي لصالح دولة أجنبية هي إيران، وهو من يسفه القوات المسلحة العراقية الآن مواصلاً ارتكابه الخيانة الوطنية مما يضعه تحت طائلة القانون العراقي وبالتحديد تحت بند المادة (4) إرهاب.. فهل يحاسب أم يسكت عن أفعاله كغيره من قادة المليشيات الطائفية.