د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
** نعرفه بابتسامته كما سماحة تعامله، ويعرفه المختصون بعلميته ومنهجيته، ونعي جميعًا علاقته الوثيقة بتخصصه الجامعي «اللغة العربية» والعالي «التاريخ»؛ فعدَّ ثبتًا ثقةً فيما يتصدى له من موضوعات، وزانه إخلاصه لما هو متمكنٌ فيه مثلما زاده نأيُه عن قيل وقال؛ فلم يغشَ مناطقَ لا تعنيه ولم ينشغل بقضايا لا تُهمُّه، كما لم يسعَ لتسويق ذاته أو إنجازاته.
** يتوارى وهو متصدر، وينأى وهو مركز الدائرة؛ فإذا حكى أفاد وإذا كتب أجاد، وفارق بين من يروق له صمتُ العلم ومن يجتذبه صوتُ التعالم، وبحث صاحبكم في سيرته فوجدها زاهيةً بتأليفه وتحقيقه وترجماته النوعية؛ فمثله كيفي لا كمي، كما نلمح ابتعاده عن الأعمال الإدارية بالرغم من مكثه في جامعتي أم القرى والملك سعود أكثر من أربعين عامًا كُلف خلالها برئاسة قسم الإعلام ووكالة كلية الآداب وعمادة شؤون المكتبات ولم تزد جميعها على سبعة أعوام.
** نشط في الميدان التاريخي عبر إشرافه وعضويته في عدد من المجلات المحكمة والجمعيات العلمية، ومعظم أبحاثه منشورة في مجلات العرب والدارة ومجلات كليات الآداب في الرياض وجدة والكويت والمجلة العربية للعلوم الإنسانية وغيرها.
** تتمحور بحوثه حول الحضارة الإسلامية وتأريخها المتقدم من لدن البعثة وإرهاصاتها توقفًا عند حقبة صدر الإسلام وتناولاً لبعض المظاهر العامة في الدولتين الأموية والعباسية مفسحًا المجال لمن شاء كي يختلف أو يأتلف، كما لم يقف دون أن يؤرخ لشيخيه العلامة حمد الجاسر والدكتور عبدالله الوهيبي رحمهما الله.
** لا كثير نضيفه إلى سيرة هذا الباحث الإنسان؛ فقد اختصَّ بها طلبته ودوائره القريبة فنال تقديرهم عبر احتفال خطابي وكتاب تكريمي، ولعله ممن يؤمن أن الإعلامَ وسيط ثنائيُّ الأداء؛ فقد يرفعُ ما اتضع ويضعُ ما علا، وليبقى الحكم الأهمُّ ما يعيه الضمير الحي ويعنيه رضا الكبير العليّ.
** في سبعينه ندعو لأستاذنا الدكتور عبدالعزيز بن صالح الهلابي بالصحة والسعادة والعطاء، ولعله يجمع ما لم يجتمع من بحوثه ومحاضراته وحواراته، ومن أهمها: ردوده على من عارضه في دور عبدالله بن سبأ في الفتنة، وما طرحه حول القرامطة وعدم اعتناقهم المذهب الشيعي ووجود شكوك لديه حول نقل الحجر الأسود من الكعبة المشرفة إلى هجر معتمدًا على عدم توثيقها في المصادر التأريخية وانتفاء الفائدة من ذلك.
** الباحثُ غيرُ الحكَّاء