وصلنا إلى القسم الثالث والأخير من ومضات أدبية وأبيات شعرية، لأعضاء ضياء الثقافة.
وهذا القسم جمع مؤلفات الرواية التي تتدرج من التدوين، الصحافة، احتراف الرواية. وكذلك التدريب بمجال الإبداع الأدبي، وحديث عن شاعرة مبدعة تنضم إلى المبادرة مؤخراً.
أولاً: د. مرام مكاوي، وهذه اقتباسات من رواية قاب قوسين:
1 - الصداقة والحب علاقتان نوريتان، تنسج خيوطهما عبر الأيام، فإما أن تزدادا إشعاعاً وتوهجاً، وإما أن يخف وهجهما جزئياً، وإما أن يضمحل بالكلية.
2 - موت الصداقة مؤلم في حدته أكثر من موت الصديق.
3 - هل تعرفين معنى أن يصبح جسدك سجنك؟ أن تحاولي أن تروضي روحك وعقلك كل مساء ليبقيا داخل هذا السجن؟ أن تكسري مقاومتهما؟ أن تكسري مقاومة نفسك؟ وبعد هذا كله تشعرين أكثر فأكثر بأنك ازددت غربة ووحدة؟
4 - الإنسان أكبر من الجنس وأشمل من الجسد.
5 - كيف لمن جرب العيش قرب الجنة ويمني نفسه كل ساعة بدخولها، أن يقبل العيش في قفر موحش؟
6 - المال لن يحي ميتاً.. أو يشفي مريضاً بمرض لا دواء له.. المال لن يشتري للمرء وجها أجمل.. ولن يهديه ثقافة أوسع.. أو تعليماً أفضل.. بدون جهد الإنسان نفسه...
ثانياً: د. شيماء الشريف، وهذا مقتطف من رواية أنصاف مجانين:
أنس
في الواقع الأمور أكثر ضبابية من الفرضيات النظرية، فلا أحد يستطيع أن يتذكر متى تغيّرت شخصيته بالضبط، ولا أحد يعرف منذ متى وُجد هذا العالم، بل حتى الزمن ما هو إلا فرضية في محاولة للإمساك بالأحداث وحبسها في إطار تسلسلي، فلا يمكن لأحد مهما حاول أن يخطف لحظة، أو يوقفها، وهذا ما حدث معي بالضبط.
ثالثاً: أ. لبابة أبوصالح، وهذا مقتطف من كتاب كيف يطير الصلصال؟
التلـوُّن
«النفس إذا ألفت شيئاً صار من جبلتها وطبيعتها... لأنها كثيرة التلون»
ابن خلدون.
المبدع تحديدًا، من بين كل الناس.. يعيش رهن اللحظَةِ الشعورية التي تحيط به دون أن تترك له منفذًا سوى دبوس إبداعه السحري، ذلك الذي يسدده نحو لحظته البالونية، تلك التي يعيشُ ضمنها، ويبددها في منجزه الإبداعي متخلِّصًـا ربما منها.. وربما عالقًا فيها إلى الأبد..
مزاجه هو الذي يلوِّنه، إنه ليس شخصًا واحدًا دائما.. لأن
إحساسَهُ الوقَّادُ يجعل منه كائنًا هَشًا قابلاً للتداعي والانهيار السريع.. وإنه صلصاليُّ الروح.. يتغيرُ لونُـهُ حين
يندمِجُ مع قطعة أدكن منه.. إنه لا يستطيع أن يَحتفِظ بلونه
الزاهي دائمًا.. لأنهُ كائنٌ حساسٌّ جدًا... تصيبه الحجارةُ التي لا تقصده، التي سببت ندوبًا في جدار الآخرين..
إنه يحسُّ بأنهُ المصاب دائمًا.. هكذا هو.
رابعاً: الشاعرة/هيفاء الجبري..
هذه قصيدة «يعودُ للصفّ»
من ديوان: تداعى له سائر القلب:
طابوْرُ حُلْـمٍ واقِـفٌ ها هُـنـا
ينتـظرُ الأيّــامَ للأخِــرِ
ولَفهُ، أوْراقــــهُ، شَــمــسُهُ
محروُقـةٌ في شَوقهِ الثَّائرِ
يَرُدُّهُ المـــاضي ولكَّــنـهُ
يعوُدُ للصــفّ في الحَاضرِ
انطلاقاً من مسؤولية ضياء الثقافة الأدبية، وهي التعريف بإنتاج المبدعين الشباب من خلالكم في صحيفة «الجزيرة». وهذا أقل ما نقدمه لهم تقديراً لجهودهم في إثراء المكتبة الأدبية العربية.
فيما سبق ثمرات من إنتاجهم على أمل اقتنائكم أصل الشجرة -كتبهم- لنشر القراءة للمؤلفين الشباب في المجتمع، واطلاع القراء المحترمين، وإبداء آرائهم الموضوعية، وتوجيه الأكاديميين والنقاد الموقرين بدراستهم النقدية التي ستضيف ضوءًا على ضوئهم.
وتزيل العتمة -لا قدر الله- إذا وجدت من سمائهم.
- محمد بن إبراهيم بن زعير
M_BinZoair@