محمد المنيف
في فترة ماضية في تاريخ الفن كان الاستنساخ اليدوي من اللوحات ساري المفعول وكانت الكثير من المتاحف تواجه قضايا التزوير وتبحث لها عن حلول.. هذا الأمر تطور من جيل إلى جيل ومن حقبة إلى أخرى تعددت فيها وسائل الغش في تسويق اللوحات.
وصولاً إلى عالمنا العربي الذي تتكرر فيه مثل هذه الأفعال التي تعد (ضمن الجرائم) التي تختص بالحقوق الأدبية والمادية للمبدعين في كل مجال من مجالات الفكر والفن، وإذا كنا قد اكتشفنا الكثير من هذه الجرائم في محبطنا القريب المحلي (السعودي) وما بحدث للوحة التشكيلية من سرقة عبر تجرؤ بعض من يمكن وصفهم بسارقي جهد الفنانين عند تصويرهم للمعارض متجاوزين أدبيات الاستئذان وأخذ الموافقة على تصوير المعارض وصولاً إلى استنساخ تلك الصور دون إذن صاحبها (الفنان) أو علم مقتنوها ليحقق ذلك السارق من تلك الصور مكاسب مادية عند طباعتها وتسويقها بطرق غير مشروعه تعاقب علبها جميع القوانين.
هذه الأساليب لم تعد مهمة عند أولئك المجرمين في حق الفن والفنانين بعد أن دب الخوف فيهم فاتجهوا إلى حيلة أخرى في زمن الاتجار باللوحات التجريدية بأن يقتطعوا أجزاء من لوحات الفنانين ببرامج الفوتوشوب أو غيرها لا يمكن أن يكتشفها من اقتطعت لوحته إلا في حال التركيز أو إبلاغة من قبل فنان آخر.
ومن المؤسف أن يقوم بهذا الفعل إما مقيمون لم يجدوا من يردعهم مع أن هناك متابعة حالياً لهم خصوصاً موضوع التصوير الاحترافي للمعارض، أو من صالات يديرها أبناء الوطن أعدوا وجهزوا لهذا الأسلوب من التسويق أحدث سبل الطباعة والنسخ، فأصبحنا نرى تلك اللوحات المجتزءة من اللوحات الأصلية تملاء ممرات ومكاتب بعض المستشفيات ومرافق أخرى.
هذا التصرف غير الأخلاقي لا يمكن كبحه أو إيقافه فهو يشبه حرب العصابات، لا يعرف من خلفه ولا من يقوم به، فيصبح الضمير هو المسؤول إن كان حياً فسيقنع صاحبه بالتوقف عن هذا الجرم ويعلن التوبة ويعيد الحق المادي والمعنوي الصحابة، أو أن يتحمل غضب الحليم إذا غضب في حال اكتشاف الفنانين ما سرق منهم، إن كانت لوحات مستنسخة كاملة أو أجزاء منها.
كما يجب على الفنانين الحرص على توثيق أعمالهم بالصور وبتوقيع ما يحفظ حقوقهم عند إقامة أي معرض مع أي جهة، وأقصد هنا الفنانين أصحاب الاسم والشهرة الذين أصبحت أعمالهم مطلوبة للاقتناء أو المشاركات الرسمية، مع ما ننتظره من تنظيم وقوانين جديدة بعد إعلان تشكيلي الهيئة العليا للثقافة التي ستكون الفنون التشكيلية أحد روافدها.