مشاعل فهد المطيري فنانة تشكيلية ومدربة فنون وحرف بدأت الرسم منذ طفولتها وكان الفن مرافقاً لها في جميع مراحل عمرها أجادت قراءته وأجاد قراءتها شاركت في عدة معارض محلية وقريباً العالمية.
وقدمت أيضا عدة دورات فنية للكبار والصغار وشاركت ككل الفنانين في ورش عمل فنية أكسبتها حب العمل الجماعي ما زالت تعتبر نفسي هاوية للفن ألاحق تطوره تارة وأعود إلى ماضيه تارة أخرى وأنظر إليه كأسلوب حياة متشعب غني بكل شيء.
يسر الصفحة اليوم أن تقدم الفنانة مشاعل في هذا الحوار الذي أجراه الزميل فيصل سحمي العتيبي.
* في البداية من كان وراء اكتشاف موهبتها واستمرارها في هذا المجال؟ تقول الفنانة مشاعل إن أسرتها لعبت دوراً كبيراً وكذلك المقربين من حولها في استمرارها في المجال الفني أما من اكتشف موهبتها منذ الطفولة هو خالها لأنه خطاط وفنان ومتذوق للفن ساهم كثيراً بتنشئتي فنياً.
* حول بدايتها مع الفن التشكيلي؟ قالت ولد الفن معها لذلك تعتبر كل لوحة جديدة لها بداية كانت بدايتيها الفعلية أيام دراستها توقفت بعدها عن المشاركة ولم أتوقف عن الرسم لفترة طويلة ثم عدت من جديد بشغف أكبر هذه المرة.
* وكيفية مصادر تلقيها الخبرات؟ قالت إن قراءاتها الفنية المتعددة واطلاعها على ثقافات وحضارات الشعوب الأخرى.. فالفنان يجب ألا يتوقف عند حد معين بل يوسع مداركه الفنية والعلمية بالإضافة إلى الموهبة والتجربة تعلمت منهما الكثير.
* وحول مصادر الإلهام لأعمالها الفنية؟، قالت هناك مقولة جميلة «اهتم بأن تحصل على ما تحبه وإلا ستكون مجبراً على أن تقبل ما تحصل عليه».. كل شيء من حولها يوحي لها بشيء ما حتى الصمت والسكون ينتج أروع الأعمال الفنية كل شيء قابل إلى أن يتحول إلى لوحة تنطق بالجمال متى ما أحسسنا تأمله، الفنان يحمل فنه داخله أينما وضعته ستجده مشغولاً به وسيصنع حتى من اللاشيء فناً.. وحده من يفهم الصمت والضجيج معاً.
* وعن نظرتها للنقد؟ قالت الفنانة مشاعل إنها تتقبله وتحترمه.. النقد الذي تتقبله هو النقد المقترن بثقافة فنية وخبرة هذا النقد البناء والإيجابي يصبح ضرورة من ضروريات تطور عملي الفني لكن بالمقابل أيضا احترم النقد من أي شخص لا يستطيع أن يحدد إلى أي مدرسة فنية تنتمي هذه اللوحة أو تلك أو لا يعرف حتى أبسط التفاصيل الفنية.. فبانتقاده لها سيسمح لها وله بالتحاور والنقاش ليتعلم أكثر عن الفن.. الفن كما قلت سابقاً يحوي جميع الاختلافات والفن معطاء بطبعه فكيف لا يكون الفنان كذلك.
* وعن طموحها؟ قالت إنها تطمح كثيراً إلى إنشاء محترف فني يحتوي جميع الفنانين يكون لهم ومنهم لا يقتصر على اللون والريشة بل يؤسس لبنية ثقافية فنية ذات حراك تشكيلي وحرفي واسع يخدم المجتمع وأهدف إلى نشر الثقافة الفنية لأن الفن بلا ثقافة مجرد لوحات تستنسخ آلاف المرات حتى تفقد جماليتها.. من الصعب عليك النظر من حولك ولا تجد لنا أي بصمة فنية مع أن بلادنا مليئة بالمبدعين والمبدعات بأنواع الفنون كافة عند قراءتنا لتاريخ الفن نلاحظ أن الفنان لم يكن مجرد رسام أو نحات أو موسيقي أو ممثل بارع بل كان أيضا مفكر يجب أن يخرج الفن إلى واقعنا وحياتنا بدل أن يظل حبيساً بالمعارض والفعاليات ووسائل التواصل الاجتماعي.
* وعن إنشاء مجمع ملكي للفنون.. قالت الفنانة مشاعل المطيري إنه نقلة فنية انتظرناها طويلاً تغييب الفن بمحتوياته كافة بهذا الشكل أضر بنا كثيراً وأنتج جيلاً لا يعلم بأن هناك تاريخاً فنياً بالمملكة.. بلادنا غنية بالكنوز الفنية لدينا أقدم الرسومات الصخرية في العالم التي تعود إلى العصر الحجري لا يمكن أن تتعرف على حضارة شعب إلا من خلال الفن كل أوجه الفن تعاني لدينا ونأمل أن يكون هذا المجمع خطوة فعالة نحو توثيق الفن والاعتناء به بشكل أكبر وأوسع ونتطلع أيضاً للخطوة الثانية وهي إنشاء متاحف مستقلة للفن في مختلف المدن ما الذي يمنع من أن يكون عندنا متاحف رائعة للفنون كاللوفر بباريس الذي يحتوي على لوحات وتماثيل من القرن الثامن عشر والمتروبوليتان بنيويورك ومتحف اوفيزي بفلورنسا الذي يحتوي على أكثر من 100 ألف لوحة، المتاحف تضيف قيمة فنية وتاريخية للبلدة التي تنشأ فيها ونحن فعلاً بحاجة إليها.