القدس - بلال أبو دقة:
جدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تأكيد وترحيب القيادة الفلسطينية، بأي جهد دولي يهدف إلى إنقاذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
وشدد الرئيس عباس خلال استقباله، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، المبعوث الصيني الخاص لشؤون الشرق الأوسط - كونغ شياو شينغ، على أهمية دعم المجتمع الدولي للمبادرة الفرنسية الهادفة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية العام الحالي، لإنهاء الصراع واقامة الدولة الفلسطينية.
بدوره أكد سفير فلسطين لدى فرنسا - سلمان الهرفي - تواصل المشاورات لعقد المؤتمر الدولي للسلام مع بداية العام الميلادي الجديد.
وكشف الهرفي عن زيارة سيقوم المبعوث الفرنسي الخاص بعملية السلام في الشرق الأوسط - بييرفيمونت - إلى القاهرة بعد أيام يلتقي خلالها وزير خارجية فلسطين - رياض المالكي - ووزراء الخارجية العرب لاطلاعهم على آخر تطورات الإعداد للمؤتمر.
وأشار - الهرفي- أنه عقب الاجتماع سيعقد الاجتماع الوزاري التحضيري الثاني للمؤتمر في نيويورك بمشاركة الدول الأعضاء على رأسهم أعضاء مجلس الأمن والرباعية العربية والداعمين.
في غضون ذلك، قال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، عبد الناصر فروانة: «إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد إلحاق الأذى بصحة وحياة الأسرى الفلسطينيين وتحويل أجسادهم إلى معاقين أو «جثث مؤجلة الدفن» إلى ما بعد الخروج من السجن.
وأوضح فروانة في تصريح صحافي تلقت الجزيرة نسخةً عنه أن مئات من الأسرى الفلسطينيين يعانون من «أمراض خطيرة وخبيئة» في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، بالإضافة لعشرات من المعاقين بفعل الظروف القائمة هناك وجراء ما مورس ويمارس بحقهم من تنكيل وتعذيب ومعاملة قاسية وإهمال طبي».
وبَيَّن فروانة «أن سلطات الاحتلال ترفض الإفراج عن الأسرى المرضى رغم تدهور أوضاعهم الصحية لدرجة الخطورة، ولكنها استجابت وأطلقت خلال السنوات الأخيرة سراح عدد من الأسرى بعدما وصلت حالتهم لدرجة ميؤوس منها، وحينما تأكدت أنهم باتوا «جثث مؤجلة الدفن» وذاهبون للموت.. وهذا ما حصل مع الأسرى المحررين «هايل أبو زيد وسيطان الولي ومراد أبو ساكوت وزكريا عيسى وزهير لبادة وجعفر عوض ونعيم الشوامرة وغيرهم» وجميعهم ماتوا بعد وقت قصير من خروجهم من سجون الاحتلال.
وأكد فروانة أن الأوضاع الصحية والنفسية للأسرى المرضى عموماً، بمن فيهم القابعين في ما يُسمى «مستشفى سجن الرملة الاسرائيلي» مأساوية وتزداد صعوبة وقسوة يوماً بعد آخر في ظل انعدام الشعور الإنساني لدى السجان الإسرائيلي وعدم الاكتراث من قبل إدارة السجون واستمرار المماطلة في تقديم العلاج اللازم، مما يؤدي إلى استفحال الأمراض ومن ثم يصعب معالجتها، فتكون سبباً في إحداث الإعاقة أو حدوث الموت، داخل السجن أو بعد الخروج منه.
ودعا فروانة كل المؤسسات الدولية كي تتحمل مسؤولياتها وتتحرك نحو انقاذ الأسرى المرضى من خطر الموت، وحماية الأسرى الآخرين من خطر الإصابة بالإعاقة والأمراض جراء استمرار الظروف والعوامل المسببة لذلك.