حوار - علي العبدالله:
فنان كوميدي متمكن من أدواته الفنية، يعشق المسرح، كان له دور رئيس في إنشاء مسرح رأس الخيمة وهو من مؤسسي الحركة المسرحية في إمارتي رأس الخيمة والشارقة، قدّم أعمالاً فنية متميزة أهمها مسرحية (غلاء المهور دهور الأمور) وعُرّف بمسلسل (حاير طاير) الذي قدم فيه أجزاء متفرقة.
التقينا معه في حوار غير عادي تحدث فيه عن قضايا فنية كثيرة أبحرنا معه فيها مع جيل فني إماراتي قديم قد لا يتكرر مرة أخرى وأمتعنا في تعاطيه مع الأسئلة ورحابة صدره.
هل لك أن تحدثنا عن بداياتك الفنية؟
- هل تعلم أنني لست دقيقًا في التواريخ؛ لذا لا استطيع أن أحدد لك البداية بالضبط، ولكني سأسرد عليك قصة عشقي للفن والمسرح كانت انطلاقتي الحقيقية عن طريق المسرح المدرسي في رأس الخيمة، ثم الكشافة بعدها بدأت في مسرح عُمان الثقافي وحينها كان عُمان ناديًا رياضيًا في رأس الخيمة ويبدو لي أن ذلك في نهاية الستينيات الميلادية. يصمت قليلاً ثم يضيف من دون سؤال: في السابق لم يكن هناك دقة في التواريخ، وسأعطيك مثالاً على ذلك في جيلي لم يكن هناك تسجيل لتاريخ الميلاد بدقة حيث كانت تُعرف التواريخ بالأحداث أيًا كان نوعها ولكني حسب الأوراق الرسمية يعود ميلادي لسنة 1950م.
حسنًا، أنت من مؤسسي مسرح رأس الخيمة حدثنا عن هذه التجربة؟
- نعم كنت مع مجموعة من الفنانين المهتمين في المسرح والحركة المسرحية، وكما تعرف في تلك الفترة من الزمن كانت الأمور صعبة بل صعبة جدًا حيث كُنا نعاني من عوائق كثيرة منها عدم وجود المناخ الفني وعدم وجود التسهيلات التي نريدها، وتقدمنا بطلب إنشاء المسرح وتحقق لنا ذلك، وإنشاء مسرح رأس الخيمة كان في نهاية الستينيات الميلادية وقدمنا حينها مسرحية (غلاء المهور دهور الأمور).
وكيف كانت أصداء هذه المسرحية في حينها؟
- كان لها صدى إيجابي كبير من قبل الجمهور، وفي تلك الفترة رسوم التذكرة كانت خمسة دراهم فقط.
هل هناك توجه من قبلك بتحديث هذه المسرحية وتقديمها مرة أخرى لا سيما أن مشكلة غلاء المهور ما زالت قائمة في المجتمع الخليجي باستثناء البحرين تقريبًا؟
- نعم فعلاً قصة المسرحية صالحة بأن تقدم في الوقت الحالي ولكن تحتاج إلى تعديلات كثيرة والفكرة واردة في المستقبل القريب.
بعد هذه المسرحية، كيف استمر نشاطكم المسرحي والفني؟
- بدأنا بتقديم أعمال عديدة بعد هذه المسرحية التي ذكرتها لك في كلٍ من مسرح رأس الخيمة ومسرح الشارقة، وفي مطلع السبعينيات شاركنا الراحل صقر الرشود في المسرح وكنا مجموعة من الفنانين منهم سلطان الشاعر -رحمه الله-، عبدالله المطوع، وأخرون. ثم يُكمل قائلاً: بعدها تفرق هذا الجيل؛ لعدة أسباب منها صعوبة الوصول حيث كان الطريق الرابط بين إمارة الشارقة ورأس الخيمة طريق ضيق جدًا ومُظلم وتسبب في وفاة مجموعة من الفنانين حينها في حوادث متفرقة.
إذًا متى كانت بدايتك التلفزيونية؟
البداية التلفزيونية كانت عن طريق مسلسل (قوم عنتر) مع الفنان سلطان الشاعر، ثم بعد ذلك بدأت بتقديم المسلسل الكوميدي الاجتماعي (حاير طاير) بعد انضمامي بشكل رسمي في وزارة الإعلام في عام 1984م.
حسنًا دعنا ننتقل لمحور آخر كيف ترى الدراما الخليجية الآن، وهل فعلاً هناك أزمة نص؟
- الدراما الخليجية ليست ثابتة أو مستقرة على مستوى معين؛ حيث تجد أحيانًا أعمالاً جيدة ومتميزة وفي المقابل تجد العكس في أحيان أخرى، ولكن فعلاً هناك مشكلة في النص؛ بسبب (شُح) الكتاب الموجودين في الخليج ولو أردنا إحصاءهم لوجدنا في كل دولة خليجية عددهم لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة وهنا أتحدث عن كتاب سيناريو المتخصصين.
الأمر الآخر الذي أثر على الدراما الخليجية؛ السعي وراء الربحية من قبل البعض ومنهم بعض الكتاب حيث أصبح العمل الدرامي يُكتب في فترة زمنية قصيرة، وهذا بطبيعة الحال يؤثر سلبًا على (الحبكة) الدرامية في العمل؛ وبالتالي تكون النتيجة النهائية بعضًا من الأعمال الهابطة.
وماذا أعجبك من الأعمال الفنية التي عرضت في رمضان الماضي؟
- بصراحة لم أشاهد جميع الأعمال بسبب ضيق الوقت وتركيزي على العمل الذي قدمته. شاهدت بعض الحلقات من (سيلفي) لم تكن جميعها في مستوى فني واحد، وهذا أمر طبيعي ويحدث في جميع الأعمال ولكن وجود فنان بحجم ناصر القصبي يُكمل ويغطي الكثير من جوانب النقص في العمل، لأن هذا الفنان يمتلك موهبة فنية خطيرة وبالمناسبة أنا من المتابعين له وللفنان عبدالله السدحان منذ مسلسل «طاش ما طاش»، كما أشيد بالفنانة ريماس منصور التي أتوقع لها مستقبلاً فنيًا مميزًا.
تعاونت مع الفنان عبدالعزيز جاسم في أحد أعمالك، كيف وجدت هذه التجربة؟
- عبدالعزيز على الصعيد الإنساني شخصية جميلة ورائعة، ولكن في المقابل بعض من الفنانين لديهم الأنا أحيانًا تطغى وحب الذات والنرجسية، وبالمناسبة هنا لا أقصد عبدالعزيز فقط، بل هناك آخرون مثله.
أفهم من حديثك أنك لن تكرر التجربة معه؟
- بالعكس إذا كان هناك نص جيد يفرض نفسه أتشرف بالعمل معه مجددًا.
تعاون معك الفنان محمد الطويان في عمل (مكان في القلب)، كيف تقييّم هذه التجربة؟
- محمد الطويان من الفنانين الرائعين المتمكنين ويعجبني أداءه وتمثيله، وأتمنى له الصحة الجيدة ليستمر في تقديم مزيد من العطاء والتألق.
أين تجد نفسك أكثر في المسرح أم التلفزيون؟
- في المسرح طبعًا دون شك، ولكن هذا لا يعني أنني أوجد لمجرد الوجود فأنا لست مهرجًا يهمني النص الجيد الهادف وكما تعرف هناك بعض من الفنانين يُقدم مسرحية كاملة بثلاثة فصوله معتمدًا على (الأفيهات) فقط التي يقولها على خشبة المسرح، وإذا بحثت فعليًا بالنص وجدته ورقتين فقط وهذا غير لائق ولا يرضيني. علاوة على ذلك مؤخرًا أعاني من إصابة في أسفل الظهر ولا يمكنني الوقوف طويلاً على خشبة المسرح.
هل تعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي صنعت نجومًا في عالم الفن لا يستحقون النجومية؟
- من يمتلك النجومية هو من سيبقى في الوسط الفني ومن يبقى بشكل مؤقت في هذا الوسط بسبب مواقع التواصل لن تدوم نجوميته ومن يُصاب بالغرور لن يستطيع إكمال مسيرته الفنية ونصيحتي للفنانين الشباب عليهم بالابتعاد عن الغرور والحرص على تطوير أدائهم والاستمرارية في العمل الفني.
ما مشروعاتك الفنية القادمة؟
- هناك عمل إذاعي انتهيت منه مؤخرًا في إذاعة عجمان من كتابة مرعي الحيّان يتناول بعض المشكلات التي تعاني منها المدارس مع بداية الموسم الدراسي، وهناك أعمال تلفزيونية أخرى لم تتضح الرؤية حولها بعد لذا لا استطيع الحديث عن تفاصيلها ولكنها قطعًا ستكون مفاجأة جميلة لجمهوري.