د.علي القرني
تنظم جامعة الملك خالد أكبر تظاهرة علمية وإعلامية ربما في المنطقة في موضوع «الإعلام والإرهاب»، وهو مؤتمر دولي يعقد بمشيئة الله في 7 ربيع الأول من العام القادم الموافق 6 ديسمبير 2016م. ويشارك في المؤتمر أكثر من مائة باحث وخبير وإعلامي من حوالي ثلاثين دولة، بما فيها مشاركات داخلية من باحثين واختصاصيين من المملكة. وتعمل حالياً الجامعة على اسكتمال التحضيرات ليظهر هذا المؤتمر على أفضل مستوى، ويشرف معالي مدير الجامعة الدكتور فالح السلمي على كافة اللجان من أجل تذليل صعاب الإجراءات والدعم والمساندة لإنجاح هذا المؤتمر.
إن موضوع الإعلام والإرهاب هو من الموضوعات النادر تناولها في مؤتمرات علمية في أنحاء العالم، ولكن هناك الكثير عن الإرهاب بذاته، وخصوصية هذا المؤتمر تنبع من ربط الإرهاب بالإعلام، وهي قضية مركزية جدا في استفحال الإرهاب وتناميه، فالإرهاب يعيش على الإعلام، ويتنفس من رئتيه. ولهذا فإن هذا المؤتمر يدور حول سؤال مركزي جداً هو: هل الإعلام هو الذي يصنع الإرهاب؟ وهذا المؤتمر يحاول أن يبرز جوانب مختلفة من أدوار الإعلام وتأثيره وأثره على الإرهاب، كما يتناول المؤتمر وسائل الإعلام الجديد من شبكات تواصل اجتماعي ومن ألعاب إلكترونية ودورها في صناعة الاتباع للمنظمات الإرهابية، وخاصة داعش وشبكتها التجييشية لأتباعها وخاصة من صغار السن. كما أن الحضور الإعلامي العربي والدولي سيضيف الكثير في أبعاد المؤتمر عن تلك الأدوار الإعلامية التي تصب في تغذية الإرهاب دون عمد، وهناك سؤال متفرع من السؤال المركزي، وهو كيف لنا أن نوفق بين وظيفة الإعلام في النشر والإعلام وبين استفادة المنظمات الإرهابية من عمليات النشر التي تقوم بها وسائل الإعلام، وخاصة الدولية منها في مزيد من العمليات الإرهابية؟
ولأول مرة على الأقل ربما في الجامعات السعودية يتلقى مؤتمراً أكثر من ألف طلب مشاركة، ولا تزال اللجنة العلمية تتلقى المزيد من داخل المملكة وخارجها رغبة في المشاركة والاستفادة من مضامين هذا المؤتمر ومحاوره. ولربما لو قبلنا المشاركات المتميزة نحتاج لعقد ثلاثة مؤتمرات متتالية، ولكن لظروف الوقت اضطررنا للاعتذار عن الكثير رغم أننا سنضطر الى جلسات متزامنة بمشاركات الصفوة من الباحثين والإعلاميين.
والأهم في موضوع المؤتمر أن من أهداف الجامعة مناقشة مسودة (إعلان عالمي لكيفية تعامل الإعلام مع قضايا وموضوعات الإرهاب).
ووجود باحثين وإعلاميين من مختلف الثقافات والأنظمة السياسية في العالم سيساهم في مناقشة مثل هذا الموضوع المهم، ونأمل أن يتحقق النجاح في استكمال مسودة هذا المشروع، الذي تعمل عليه اللجنة العلمية من الآن، بالتشاور مع كبار الباحثين المشاركين في المؤتمر.
والمؤتمر الدولي الثاني (الإعلام والإرهاب: الوسائل والإستراتيجيات) لن يكون فقط مؤتمراً علمياً بحتاً، فهناك معرض كبير يصاحب المؤتمر، ومن أبرز أجنحة المعرض جناح عن (جهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب)، وهو جناح تنسق فيه الجامعة مع وزارة الثقافة والإعلام وجهات أخرى في إبراز جهود المملكة الداخلية والخارجية في مكافحة الإرهاب، كما يضم المعرض أجنحة أخرى تعكس الحركة الشعبية التي ناهضت الإرهاب، فهناك أجنحة للوحات التشكيلية، والرسوم الكاريكاتيرية، والرسوم الجرافيكية، والصور الفوتوغرافية، والأفلام الوثائقية.
ولأهمية المؤتمر دوليا سيكون هناك ترجمة فورية للغتين الإنجليزية والفرنسية وحضور دولي حافل، وخلال الفترة القادمة يبدأ العد التنازلي للإعلان رسمياً عن فعاليات المؤتمر بإذن الله.