أبها - فيصل الأحمري:

عسل الجنوب أول ما يسأل عنه السائح عندما تطأ قدماه أرض عسير، التي اشتهرت بأجود أنواع العسل، ويهتم أهالي المنطقة بإنتاج العسل لعدة أسباب: أولها الاقتصادية فهو أحد أهم منتجات المنطقة التي تدر على ممتهنيها عوائد مناسبة، وثانيها أسباب ترويحية إِذ أضحت تربية النحل واستخلاص العسل من الهوايات المحببة لأهل المنطقة، «الجزيرة» من خلال هذه الجولة السريعة حاولت الحصول على بعض أسرار هذه الصنعة المربحة المحببة للنفوس.

وعن فوائد العسل وأهميته استهل أحد أقدم وأشهر المهتمين في إنتاج العسل منذ نصف قرن العم مفرح آل مخاتم الألمعي من سكان وادي ريم بمحافظة رجال ألمع التي تشتهر بكثرة أشجار السدر والسمر والطلح الحديث: البيت الذي لا يوجد فيه عسل بيت لم يكتمل طعام أهله والعسل غذاء كامل مهم لصحة الأطفال في مراحل النمو وكبار السن والشباب ويفضل أخذ جرعات مع الفجر قبل أكل الطعام ومن يتعود على هذه الطريقة سوف يستمر عليها والعسل شفاء للأمراض وكذلك يعالج الحروق على الجلد وقال: يأتينا البعض من مناطق المملكة ومن خارج المملكة، ويعد عسل السدر أفضل الأنواع في العلاج.

مراحل عديدة

وأضاف: إنتاج العسل يمر بمراحل عديدة وشاقة ولكنها أصبحت كالهواية عند من يعشق هذه المهنة، ففي أثناء العام الواحد نتنقل بأعواد النحل بين عديد من المحافظات في منطقة عسير ما بين تهامة والسراة ففي مواسم البرد منطقة تهامة تناسب النحل للشعور بالدفء وتنتج عسل السمر إما مع اقتراب موسم الصيف فننقل النحل إلى عسير حيث تكثر أشجار السدر وبعد عدة أشهر نجني عسل السدر الذي يعتد من أفضل أنواع العسل وقال في السنة تقريبًا أربعة مواسم لإنتاج العسل منها السدر والسمر والمجري والظهياء، وهناك مهرجانات تقام سنويًا تشرف عليها هيئة السياحة مثل مهرجان الحبيل بمحافظة رجال ألمع الذي يحتوي على أكثر من 200 كشك لبيع أنواع العسل.

وأضاف: هناك العسل الذي يكون على شكل أقراص جامدة حيث لا يبقى العسل داخل الشمع وهناك العسل الصافي حيث يوضع الشمع في داخل آلة مخصصة تسمى الفرازة تقوم بفصل الشمع عن العسل وإخراج العسل صافيًا بعد عدة مراحل ويكون جاهزًا للبيع.

ملكة واحدة

وقال محمد العمري أحد المهتمين بإنتاج العسل: بالنسبة للنحل فهناك 3 أنواع وهي الذكور والملكات والعاملات. وتعد الملكة المسؤولة عن إنتاج الأفراد وتتميز بأنها أكبر حجمًا من غيرها ويتبعها كل من في الخلية ولا يوجد في الخلية الواحدة إلا ملكة واحدة ووظيفة الذكور تقوم بتلقيح الملكة التي بدورها تنتج الأفراد والجزء الثالث العاملات أو الشغالات وليس لها جنس وهي التي تقوم بجميع الأدوار مثل بناء الشمع والانتشار لمسافات تزيد على 12 كلم للبحث عن رحيق الازهار وتعود لإفراز العسل في داخل الخلايا. ولا بد أن يكون الشخص الذي يتعامل مع النحل متخصصًا لأنه يتعرض للسعات النحل والنحلة التي تلسع تموت فورًا، الذي يقوم باستخراج الشهد من داخل الخلايا يرتدي فوق رأسه واقيًا يمنع وصول النحل إلى الوجه ويصطحب عود من النار الذي يتصاعد منه الدخان حتى يتم طرد النحل من الأقراص الجاهزة لاستخراجها من داخل الخلايا.

كرم وأصالة

ومضى مفرح الألمعي في حديثه عمّا يمثله العسل لأهل المنطقة قائلاً: العسل عنوان للكرم والأصالة والضيافة في المناسبات في المنطقة الجنوبية فلا بد من تقديمه للضيوف في المناسبات، ويزورنا في الصيف كثير من السياح من دول الخليج ومن دول عربية وحتى من دول أوروبية للبحث عن العسل الأصلي. وقال آل مخاتم: هناك فرق بين العسل الأصلي المستلخص من الأشجار وبين العسل المغشوش وقال: هذه ترجع أولاً لذمة صاحب العسل وكذلك من ناحية اللون وسيولة العسل ورائحته وهي صفات لا يميزها إلا خبير، ومن أنواع العسل الصافي عسل السدرة الذي يعد من أجود أنواع العسل ويجلبه النحل من رحيق شجر السدر، وكذلك عسل الشوكة الذي يجلبه النحل من عدة أشجار شوكية منها (الضهياي) و(السلام)، و(السيال)، و(السمر)، وقال: هناك العسل السائل وله أسعار معروفة به، وعسل الشمع وأيضًا له أسعاره، واختتم أن العسل شفاء للمريض وغذاء للبدن وجمال للبشرة وله فوائد عظيمة وأنصح كل كبير وصغير باستخدامه بشكل يومي.