- القاص محمد بن عبدالعزيز اليحيا :
في قصته «إحساس» يبني رؤيته السردية على فكرة واضحة تتمثل في معالجته للمواقف الإنسانية والعلاقات بين الناس ليقتنص لنا الكثير من المواقف ويصوغها بشكل متميز.
فاليحيا عادة ما يجعل من الموقف الإنساني لحظة بناء لمشهده القصصي، فيصوغ منها رؤيته السردية مستغلا الموقف الفريد والطرفة على نحو بطل هذا القصة التي أكد فيها على أن العلاقة الأخوية حينما قوية وصادقة وعفوية فإنها ستؤثر في بناء هذه المشاهد الموحية بأشياء جميلة ومعبرة تفيدنا كقراء..
يأخذنا القاص في نصه «إحساس» عبر بوابة الحكاية حيث يوظفها توظيفا جماليا ليخرجها من فكرة الحكاية المجردة إلى عالم من السرد الفني الذي يقدم فيه الشخوص الكثير من رؤاهم وحلولهم في هذا المشهد الإنساني الطريف.
- الشاعرة شهد عدنان:
في قصيدتها «حبيبي تعال» تلتقط تفاصيل رسالتها الإنسانية من خلال جمل شعرية مقننة ومختصرة جدا، فهي توجه دعوتها للطرف الآخر بأن يعود إلى رشده، وواقعه ويضع يده بيد من يحب، ليجربا معا تفاصيل الحياة من جديد.
الشاعرة شهد عدنان تعمد دائما ومن خلال نصوصها عادة إلى الاقتضاب لنكون لنا هذه الاضمامة الجميلة من مقولات الشعرية التي تنهل من معين قاموسها الشعري، فلا تجد غير لغة الإشارة الوجدانية.. فلا تعنى بشيء سوى همها المؤرق، ذلك الذي تبثه من خلال النص، فترسم فيه دلالات متعددة أهمها حاجتها لعلاقة إنسانية متميزة تثير فيها مكامن الشوق والجمال.
- المبدع تركي رشود الشثري:
في نصه «اللون الأزرق» يبث شجونه ورؤاه من خلال هذا النص، ليعمد فيه إلى بناء معادلة وجدانية خاصة تنهل من معين الذات التي تتدفق عاطفة، وتنثال ولعاً في الوصول إلى غاية واضحة وسامية.
الشثري دائما ما يقدم ذاته من خلال نصوصه بشكل متوازن، يواءم فيه بين فكرته وجملته، فلا يبتعد عن وجدانياته كثيرا، بل نراه وقد برع في اقتفاء تفاصيل الحياة من خلال النص.. فينشئ من خلال هذه العناوين لنصوصه وقصائده تمازجا بين اللون متمثلا بالأزرق وبين بهجة الحياة وسمو العاطفة، لتتفاعل التفاصيل مع ما حولها من مشاهد جميلة لتذكي في الذات ولعها وحبورها وحضور الإنسان فيها.