كل الأماني مؤجلة
الأحلام مؤجلة
الليالي مؤجلة
الفصول
الساعات
الدقائق
الثواني
كل شيء مؤجل
القلب وحده يركض خلف الريح
وخلفه باب تئن مفاصله
والموت المؤجل ينتظره الشتاء
هذه الأنثى
يسكن قلبها الخوف والسراب
يعاتبها النهار يهجرها الليل
تنتظر لحظات الإياب
تغشاها نوبات الفرار
يعود إليها رجل مكبلاً بالماء
في يده تفاحة
ووردةً كأنها الحياة
هناك يستلقي الرجل الضعيف
على رابية الوقت تحت سفح الظل
يئن في صدره العويل والنواح
يصمت الكلام في الحناجر
يصرخ النداء
يلتفت الرجل المهاجر صوب الموانئ
يخونه الزمان
يسكن الدمع المحاجر
تعالي سيدتي...
استدني الغياب
عاتبي العتاب
اكتبي للبحر رسالة
بأنك مبللة بالغرق حد الاستحالة
قولي إنك كنت يوماً أنثى عاشقة
حد الثمالة.
الصبر فضيلة العاجزين
وحصاد وجع الأنين
تمضي هذه الأنثى إلى الحياة
كل يوم بوجه شاحب حزين
تتمسك بكاحل الوقت
تكتب على رداء النهار
أنها أتت من هناك...
بين بحر ورمل...
وغور ماء دفين
هذه الأنثى...
امرأة أخذ منها العشق زهو أيامها والسنين
بكت...
ترنَحت...
عطشت...
تآكلت قدماها...
حتى عاودها الحنين
لحلم أتاها في المنام لا يكاد يستبين...
وحتى ساورها الشك وارتحل عن عينيها اليقين.
- محمد الخضري