رجاء العتيبي
الأمر لا يحتاج سوى إلى (نظم استجابة) واعية لطموحات الشباب, وليس إلى خطب عصماء, ودش كلام, وأهداف واهية, حيث يمكن أن ترى (جمال الاستجابة) ودقتها وصدقها في معرض (حكايا مسك) الذي نظمته مسك الخيرية خلال 6 أيام ابتداء من الاثنين الماضي في أرض المعارض بالرياض.
الحكايا (استجاب لها) مئات الآلاف من الشباب والشابات وسط تفاؤل بقدوم جيل من الشباب قادرين على حمل اسم المملكة عالياً على منصات الإبداع والتميز, من خلال فعاليات متميزة شمل: 8 منصات ثابتة طيلة أيام انعقاد الفعاليات، تتمثل في: سوق حكايا، واستديو الإنتاج، ومحترف الإنميشن، وساحة الرسم، ومحترف الكتابة، والمسرح، والمؤلف الصغير، وحكايا الشباب, وحكايا أبطال الحد الجنوبي.
حكايا مسك التي شارك بها شباب مبدع هي فعاليات تعنى بالقيم الثقافية والأدبية والعملية، بقصد إلهام الشباب وتحفيزهم والتعرف على آليات صناعة المحتوى الثقافي، وكتابة أفكارهم والتعبير عنها، ونشر ثقافة الإبداع لدى الشباب والشبات، وبث القيم العليا للمجتمع وتجديد العمل الإبداعي.
وتركزت ورش العمل وحلقات النقاش المخصصة للشباب على 4 مجالات رئيسية؛ هي: الكتابة، والرسم، وصناعة الرسوم المتحركة «الأنميشن»، والإنتاج المرئي, وهي المجالات التي تمثل صناعة المحتوى ويندرج تحت كل مجال عناوين عديدة, فالكتابة على سبيل المثال يندرج تحتها: السيناريو, والرواية, والمقالة, والخبر, والتغطية ...إلخ. وكذلك الحال مع بقية المجالات.
هذا الحدث في مجمله يمثل نموذج (استجابة) رائع, وذكي, وصادق, يعطي بصورة عملية فرصة للجيل الجديد لأن يعبر عن نفسه بطريقته من خلال عمليات إبداعية تتناسب مع قيم العصر الجديدة, وعندما نركز على كلمة (استجابة) فإنني أعنيها بذاتها, لأن اكتشاف مواهب الشباب لا يأتي من خلال الكلام فقط, وإنما خلال (نظم استجابة) واعية تعطيهم الفرصة لأن يبرزوا مواهبهم وتقديمها للآخرين على نطاق واسع.
فلو عملت كل المؤسسات المعنية بالشباب والإبداع (نظم استجابة) فعلية, على مستوى مناطق المملكة, لرأيت ثروة بشرية منافسة, لهذا يمكن أن نقول إن مسك الخيرية -بمعرض حكايا مسك- كسرت المفاهيم الإدارية التقليدية وأنتجت حالة جديدة من التفكير والسلوك والعمل ما كنا لنراها لولا العقول الجديدة المبدعة التي تدير (مسك الخيرية) كفعل يعمل خارج الصندوق.
وحتى تعمل المؤسسات المماثلة لمسك الخيرية, سواء الإبداعية أو الخيرية, عليها أن تغير بعض العقول التي أنتجت (التكلس) بعقول أكثر انفتاحاً وإبداعاً, لأن النتائج الجديدة لا نتوقعها من العقول القديمة, مسكك الخيرية قالت كلمتها في ختام المعرض بأن الإبداع ليس له حدود, وأن المبدعين الشباب موجودين ولكن يحتاجون إلى نظم استجابة تعطيهم الأولوية وتمكنهم بحسب ما يملكونه من مواهب.
شكراً لكل من ساهم في حكايا مسك, فقد كانت تجربة ثرية لا تنسى.