د. عبدالواحد الحميد
يحتار الإنسان كيف يفسر مغزى ومعنى بعض المشروعات العامة التي تنفذها البلديات والأمانات في مدن وقرى المملكة، ومن ذلك تضييق الشوارع ببناء الأرصفة العريضة التي لا يستفاد منها. وعلى سبيل المثال، يجري حالياً بناء أرصفة عريضة جداً في طريق عبدالرحمن الغافقي الذي يتلاقى مع طريق العروبة بمدينة الرياض، وقد أصبحت هذه الأرصفة العجيبة حديث كل من يسلك ذلك الطريق!
فالطريق، أساساً، يعتبر ضيقاً بالقياس إلى حجم المرور اليومي الهائل الذي يسلكه وخاصة بعد ربطه بطريق العروبة الذي يخترق القاعدة الجوية. زحمة مخيفة في ساعات الذروة الصباحية والمسائية وما بينهما، ومع ذلك يجري الآن تضييق المسارين ببناء أرصفة عريضة لن يستخدمها إلا أقل القليل من الناس، هذا إن استخدمها أحدٌ على الإطلاق!!
يتساءل الكثيرون بحيرة شديدة: ما هذا العبث!؟ فالأحياء المطلة على طريق عبدالرحمن الغافقي تعاني من الاختناق والارتباك منذ تم ربط هذا الطريق بطريق العروبة حيث تحول بعض مستخدمي الطرق والشوارع الأخرى إلى طريق الغافقي هرباً من زحمة طريق خريص ومخرج 10 على الدائري الشرقي، ثم تأتي الجهة المسؤولة (ولا أعرف من هي) وتزيد الطين بلة بعمل أرصفة قد لا يكون لها مثيل حتى في المدن العالمية التي تنعم بأجواء مناخية وأجواء اجتماعية مشجعة على ممارسة المشي على الأرصفة!
والغريب أن هذه الأرصفة المهولة التي سوف تنغص حياة سالكي طريق الغافقي يتم بناؤها في زمن الندرة المالية وشد الأحزمة وتأجيل المشروعات وتأخر الحكومة في دفع مستحقات المقاولين! هناك مشاريع ذات أولوية وتتمتع بأهمية كبيرة تم تأجيل أو تمديد تنفيذها بسبب العامل المالي بعد انخفاض سعر النفط، فما الذي يدفع الأمانة أو هيئة التطوير أو البلدية إلى بناء أرصفة مكلفة وضررها أكثر من نفعها!؟
هذه الحالة تكررت في شوارع وطرق أخرى بالرياض وغير الرياض، وكان المأمول أن تستفيد الجهات المسؤولة من التجارب العقيمة السابقة لكن ذلك لم يحدث.
إن وجود الأرصفة على جانبي الطرق والشوارع ضرورة، ولكن عندما تكون الأرصفة «ملاعب خيل» كما يقال والطرق ضيقة ومزدحمة، فهذا لا يمكن فهمه. المعقول والمطلوب هو أن تكون أرصفة الطرق والشوارع المزدحمة صغيرة ومتناسبة مع الحاجة لكي لا تضايق الناس وتزيد معاناتهم مع ازدحام الطرق والشوارع.