فهد بن جليد
التجنيس في الرياضة أسلوب مُتجدد، تنتهجه الكثير من البلدان - حتى تلك المُتقدمة لأسباب مُتعددة - ولظروف مُعينة، وهو ليس عيباً شريطة أن يراعي الأخلاقيات، ويتم وفق الشروط الصحيحة، وبرأيي أننا في الرياضة السعودية اليوم لا نحتاج إلى ذلك، بقدر ما نحتاج إلى إدارة توَّفق في البحث الجيِّد من بين أهل البلد عن (زمَّار الحي) الذي سيُطرب حتماً، متى ما أُتيحت له الفُرصة، ومنح الإمكانات المطلوبة، والإعداد الجيد ؟!.
كلنا نتمنى ونتوق لمُشاهدة (علم بلادنا) يُرفرف في المحافل والمُسابقات الرياضية العالمية، فمثلما احتفلت المغرب في ثمانينات القرن الماضي بـ (سعيد عويطة)، كنا نسير على ذات الطريق في التسعينات وما بعدها بخطط أظهرت لنا نجوماً أمثال سعد شداد، وهادي صوعان وغيرهما، وكان بإمكاننا الحصول على الذهب لنفرح مثلما فرح أهل الكويت بذهبية فهيد الديجاني، وأهل الأردن بذهبية أحمد أبو غوش، إلاّ أنّ النتائج المُخيبة للآمال في ريو دي جانيرو البرازيلية مؤخراً، ستجعلنا نعيد حساباتنا وخططنا حتماً، مع حل الاتحاد السعودي لألعاب القوى بحلول وخطط جديدة ليس من بينها (التجنيس)!.
برأيي أنّ من لجأ (لتجنيس الرياضيين) من الدول القريبة والبعيدة لهم ظروفهم وأهدافهم التي تختلف عن ظروفنا وأهدافنا؟ مع احترامي لكل دعوات التجنيس التي تُطالب بها بعض الجماهير والمُتابعين!.
لا يمكن مُقارنة الكوادر والمواهب السعودية بكوادر ومواهب تلك البلدان، نحن لا تنقصنا الكفاءات، ولا عزم الرجال، ما ينقصنا بحق ويجب أن نفكر فيه بجد (ترشيح إدارة ألعاب للقوى) تبحث بشكل جيد لاكتشاف النجوم والموهوبين في كل الألعاب، وإتاحة الفُرصة لهم، وإعدادهم وتدريبهم بشكل يشجع على المنافسة، وحتماً سنصل إلى منصات التتويج (بعرق وجهد) أبناء البلد القادرين على ذلك؟!.
المثل الشعبي يقول (الزين ما ينفع عارِّية)، فالتجنيس مهما منحك من الألقاب والميداليات ستُصبح ناقصة؟ ولن تكون مثل عملك بمُكاشفة وشفافية وخطط واضحة لصنع نجوم سعوديين حقيقيين 100% وهو ما يجب أن نفكر فيه ؟ ونعمل للوصول إليه ؟ إذا ما أردنا صعود منصات التتويج والمجد؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.