لبنى الخميس
معظم اللحظات الفارقة في حياتك تحدث في العشرينات، تخرجك من الجامعة، بدء وظيفتك الأولى، ارتباطك بعلاقة جادة، بل وحتى آخر قفزات النمو الذهني في عقلك تحدث في العشرينات. كما أثبت علمياً بأن ذروة الخصوبة تتجلى في عمر الـ28 عاماً في تطور فيسيولوجي يصاحبه استعداد نفسي وهرموني للإنجاب وتربية الأطفال. فإذا كان العقد الثاني يحمل في طياته كل تلك المحطات الفارقة والأحداث الفاصلة من حياتنا لماذا يلبسه البعض ثوب اللامسؤولية، ويلصقون صفة الفوضوية والجنون في أعوامه مقابل الركود والحكمة في العقود اللاحقة.
هذا ما طرحته الطبيبة النفسية والكاتبة ميغ جاي عبرها كتابها «العقد المفصلي» الذي جمعت فيه خلاصة تجربتها مع زوارها العشرينيين في العيادة، وطرحت فيه باقة من الوصايا لأبناء هذا العقد.. أشارككم بعضها عبر هذا المقال:
1 - احرص على روابط ضعيفة
دائما ما يُردد بأن أفضل ما يمكن أن تبنيه في سنوات شبابك وعلى رأسها العشرينات، هو العمل والأصدقاء، ويقصد بالأصدقاء دائرتك المقربة وما تضمه من أشخاص مقربين، لكن من سيساعدك على إيجاد عمل أو إيصالك لشخصية ذات مكانة وسلطة ليست دائرتك الصغيرة، بل غالباً أشخاصاً قابلتهم مرات قليلة في حياتك في سياق خارج عن المألوف. احرص على أن تخرج من دائرتك الصغيرة، مدد قائمة علاقاتك، تحدَّث مع أشخاص جدد خصوصاً في عقدك الثاني سيساعدك ذلك كثيراً في حياتك المستقبلية.
2 - حدِّد خياراتك
أشهر شكوى يرددها العشرينيون هي شعورهم بالحيرة والضياع بين عدد واسع جداً من الخيارات، في العمل أو الدراسة أو الارتباط، الحقيقة بأن شعورك بالضياع مخادع ومراوغ، فأنت تعرف عن نفسك أكثر بكثير مما تعتقد، وفي أحسن الأحوال، أنت ضائع ما بين عدد محدد من الخيارات. الضياع الأكبر قد يكون ليس مالا تعرفه عن نفسك، بل ما تعرفه جيداً ولا تعرف طريق الوصول إليه، أو إقناع من حولك بأهميته وجدواه.
3 - لا تنصع لسلطة «المفترض»
هوسنا بنظرة الآخرين لنا، مظهرنا، مواقع إجازاتنا، أسماؤنا الوظيفية، يفصلنا عمَّا نريده حقاً من الحياة. معظم العشرينيين محكومون في ظلِّ سطوة مواقع التواصل الاجتماعي بـ«سلطة المفترض» التي تحرفنا تدريجياً عن المسار الحقيقي لأهدافنا وتجعل الكثير منا يتخذ قرارات بناء على ما هو متوقع منه.. من أين يتخرج؟ وعلى أي مرتبة يعين؟ وبمن يرتبط؟ فيضيع عقد حاسم وجوهري من حياتنا استجابة لوصاية اجتماعية عوضاً عن نداءات ذاتية.