تسمّر عشاق الهلال زعيم الكرة السعودية والآسيوية ليشاهدوا فريقهم بحلّته القشيبة مع انطلاقة دوري جميل السعودي مستبشرين بالأداء المميز الذي قدمه أمام الأهلي في نهائي السوبر وخسره بشرف بركلات الترجيح غير أن البعض أبدى تحفظه على مستوى الفريق رغم النقاط الست التي حصدها أمام فريقي الباطن والتعاون والحقيقة أن الحديث عن المستوى في هذا الوقت ليس له ما يبرره فالموسم الرياضي للتوّ قصّ شريط البداية وبالتالي فإن إصدار أي حكم بالنجاح أو الفشل هو تصرف بعيد كل البعد عن الواقعية والموضوعية ثم إن الفريق الأزرق قام بتغيير معظم عناصره وعليه فإن موضوع الانسجام بين اللاعبين داخل الملعب بحاجة إلى وقت بالإضافة إلى عدم الاستفادة من خدمات اللاعبين الأجانب بسبب ظروف تأخر بعض إجراءاتهم الإدارية باستثناء اللاعب (ليو).
لذلك وأمام كل هذه التحديات لم يكن مطلوبا في تقديري الشخصي سوى الظفر بالنقاط كاملة فقط وهذا ما حدث بالفعل أما الحديث عن المستوى وأي شيء آخر فمن المستحسن إرجاءه لحين اكتمال عناصر الفريق واستئناف الدوري حينها تتضح الصورة للجميع، لكن وبكل أمانة وصدق العمل الذي قامت وتقوم به إدارة الهلال يستحق الاحترام والتقدير إذ لمس المشجع الهلالي رغبة حقيقية وعزيمة صادقة لتهيئة كافة السبل لتقديم شيء مميز هذا الموسم يُرضي طموح الأمّة الهلالية وهذا لن يتم إلا بتضافر الجهود بين اللاعبين والمدرب والجمهور عسى أن تُكلّل المساعي بالنجاح.
رغم أن دوري جميل في نسخته الحالية 2016-2017 مضى منه جولتان فقط إلا أنهما كانتا ساخنتين بما حدث فيهما من أخطاء تحكيمية البعض قدّرها بأنها جزء من اللعبة وحصولها وارد في جميع المباريات والبعض الآخر ذهب إلى سوء التحكيم والكل أبدى رأيه حيال ذلك عبر البرامج الرياضية ووسائل التواصل الاجتماعي غير أنه لم يدر بخلد الجميع أنهم على موعد مع رأي آخر كان عبارة عن ديناميت (تويتري) سيقلب المشهد الرياضي رأساً على عقب.
ففي الوقت الذي يستعد فيه منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم لمباراة تايلند ضمن التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم مصحوبا بالدعوات الصادقة بالتوفيق وبدلا من المبادرة في تبني حملة شعبية لدعم المنتخب عبر تويتر وبقية وسائل التواصل الاجتماعي كأبسط الواجبات المنتظرة منه ومن زملائه قرر عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عبداللطيف بخاري أن يصدم الجميع ويشعل فتيل أزمة رياضية لا نعرف أين سيقف مداها عندما غرّد بعد نهاية الجولة الثانية بأنه (يشمّ) ترتيبات دنيئة لتتويج الهلال بالدوري.
ولاحقا تحدث في برنامج رياضي بأنه لا يملك أي دليل على تصريحه سوى الشمّ! والحقيقة أن التغريدة رغم احتوائها على ألفاظ غير لائقة لا تصدر من مشجع عادي فضلا عن رجل أكاديمي ورغم أنه للمرة الأولى في تاريخ الكرة السعودية يخرج عضو في مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم ليشكك في نزاهة وعدالة المسابقات التي ينظمها الاتحاد الذي ينتمي إليه! رغم كل ذلك إلا أن الدكتور بخاري وهو الأستاذ في القانون الرياضي ربما فات عليه بأن أبسط قواعد التقاضي تنص على أن الاتهام بلا دليل مادي ملموس، ويبقى السؤال المحير ما هي دوافع الدكتور بخاري من وراء تلك التغريدة وذلك الاتهام الصريح للاتحاد السعودي لكرة القدم وإقحام فريق الهلال؟! ولماذا في هذا التوقيت تحديدا؟! وهل قراره بالتغريد كان نابعا من اقتناع شخصي أم ثمة عوامل ضغط أخرى دفعته لذلك؟
أتمنى أن نقرأ الإجابة الوافية عبر الإجراءات القانونية التي اتخذها الاتحاد السعودي لكرة القدم لأن هذه القضية بالذات لا بد أن تكون على قدر كبير من الشفافية والوضوح بنفس المدى الذي أخذته في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وأي غموض حيالها ربما ستفتح الباب على مصراعيه للتأويل والقيل والقال ومسائل كثيرة ربما اتحاد القدم في غنى عنها، وأحيي في الختام موقف سمو رئيس الهلال الأمير النبيل نواف بن سعد الصارم الذي بادر للدفاع عن فريقه عبر الخطوات القانونية التي اتبعها، حيث لم يدّخر سموه أي جهة عدلية تنصف الهلال إلا وسلكها وكأن سموه يرسل رسائل بليغة للذين يقتاتون على الإساءة لنادي الهلال بأنه لن يتهاون معهم على الإطلاق ولن يضيع حق وراءه مطالب فشكرا من القلب أبا سعد وأنت تعمل في كل اتجاه لأجل إسعاد جماهير الهلال وحفظ حق الكيان من إساءات متسولي الشهرة.
- محمد السالم