«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
بعد أن تحدث المختصون وأهل القانون عن تغريدة الدكتور عبداللطيف بخاري عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم، اتجهت «الجزيرة» للرياضيين لمعرفة آرائهم في تغريدة وحديث بخاري سواء عن اتحاد القدم أو الأندية التي شكك فيها (الهلال والنصر والأهلي).
في البداية أكَّد الدكتور مدني رحيمي عضو شرف نادي الاتحاد بأن كلام الدكتور عبداللطيف بخاري لا يمكن قبوله، وقال: «الدكتور بخاري كأنه يقول بأن هنالك مجاملات للهلال، وقال بأنه يشمها، وهذا معناه بأن لها رائحة، فإذا كان هو يشمها من داخل اتحاد كرة القدم، فإما أن يقول الحقيقة بالدليل القاطع أو يستقيل».
وأضاف: «الدكتور بخاري خرج في أكثر من قناة فضائية وتحدث عن نفسه كثيرًا، والأنا ليست جيدة له، وليس من المعقول أن يتحدث الشخص عن نفسه بصفة الأنا، ولا أعلم هل الدكتور بخاري قالها ليخوف الناس، هذا ليس منطقًا، خصوصًا أنها جاءت من دكتور واستاذ جامعي، فإن كان قانونيًا فلا يتوقع بأن الآخرين سذج لا يعلمون شيئًا».
وعن اتهامه فيما يخص الأهلي والنصر، قال: «لماذا لم يتحدث في ذلك الوقت!؟ لماذا الآن!؟ ولماذا تحدث عن الهلال بعد جولتين!؟
وتابع: «إذا كانت القضية في التحكيم فإن الجميع يشتكي من التحكيم، والكل يكسب بالتحكيم، والكل يخسر بالتحكيم، ليس في السعودية فقط، بل حتى على المستوى العالمي وفي كل البطولات، وإن كان الدكتور بخاري قصد الأخطاء التي تصب من مصلحة الهلال في الجولتين الأولى والثانية من هذا الموسم، فهنالك أندية أخرى استفادت من التحكيم أيضًا، فلماذا اقتصر الدكتور بخاري على الهلال دون سواه، ولماذا لم يرتب الهلال ترتيباته التي قالها الدكتور في السنوات الماضية إن كان يملك تلك القوة..!؟
وختم الدكتور رحيمي حديثه قائلاً: «كلام الدكتور بخاري فهمنا منه بأن الدوري يُعطى كل سنة لفريق، ولا يمكن لأي فريق أن يحققه بجدارة، وهذا كلام خاطئ ولا يمكن قبوله نهائيًا من أي رياضي سعودي، فالأندية السعودية سبق أن حققت بطولات آسيوية، ولا أعتقد بأن في آسيا يوجد ترتيبات مسبقة».
من جانبه أشار خالد العجلان رئيس نادي الطائي السابق إلى أنه كان يتابع الدكتور عبداللطيف بخاري منذ فترة طويلة وخصوصًا بعد اجتماعات اتحاد القدم، وقال: «ما أنا واثق منه أن الدكتور بخاري كان موافقًا على كل قرارات اتحاد كرة القدم التي تصدر في حينها، ولكنني تفاجأت بعدها حينما شاهدت ردة فعله في الإعلام وبدأ يهاجم اتحاد كرة القدم، وهذا لا يعني إلا أنه مهمش وقابل للتهميش، أو أنه لا يملك الحقيقة ويحاول لفت الانتباه لنفسه، وفي كلا الحالتين يقع الخطأ عليه، فإذا كان مهمشًا فإما أن يكون له دور أو يقدم استقالته ويعلن ذلك، أما يستمر في ظل انتقاداته فهذا يؤكد بأنه لا دور له».
وأضاف: «أكثر ما لفت انتباهي في تغريدة الدكتور بخاري وكان من المفترض ألا تصدر من شخص عادي ومشجع فما بالك بدكتور واستاذ جامعي هي كلمة (دناءة)، هذه الكلمة لا أخلاقية، ولا يمكن أن تطلق على زملائه في اتحاد كرة القدم الذي يضم أناسًا أفاضل حتى وإن اختلفنا معهم كثيرًا، ولكن في النهاية يظل لهم قيمتهم في المجتمع وخدموا الرياضة».
وأشار العجلان إلى أن الإساءة لا تمس ناديًا معينًا، بل تمس المنظومة الرياضية بأكملها، وقال: «هي تشمل اتحاد كرة القدم بأنديته وإعلامه ومنسوبيه، فتصريحات الدكتور بخاري غير مقبولة وفيها إساءة للرياضة عمومًا، ولا يمكن أن تقتصر على نادٍ واحد، بل هي اتهامات طالت الجميع، وكل بطولات اتحاد القدم السابقة أصبحت محل شك لدى الدكتور بخاري الذي لو كان صادقًا ونزيهًا لتحدث من البداية ولم يصمت حتى اليوم، ناهيك عن أنه يعد شريكًا في حال صدقه».
وشدد العجلان على أن الدكتور بخاري ليس بجدير ليكون من مسيري الرياضة السعودية، وقال: «الرياضة السعودية في غنى عن الدكتور عبداللطيف بخاري ومن يسير على نهجه ممن يشكك في عمل الآخرين، هذا عيب عيب عيب».
وعن اتهاماته للهلال والنصر والأهلي، قال: «الاتهام ليس موجهًا لهذه الأندية فقط، بل هو موجه لمنظومة كرة القدم عمومًا، ومن يرضى بهذا الاتهام فهذا شأنه، أما أنا كرياضي ورئيس لنادي الطائي سابقًا ومحب للرياضة السعودية فلن أقبل بهذا الاتهام، فالرياضة السعودية شوهها الدكتور بخاري وهذا لا يمكن قبوله إلا إذا جاء بدليل قاطع، ويجب أن يوضع حد لكل من يتجاوز».
من جهته شدد الإعلامي المخضرم تركي الناصر السديري على أنه يحسب للدكتور الكريم عبداللطيف بخاري أمران: وقال: «لم يتوار، ويتهرب في تناول موضوع تغريدته مع الإعلام، وكذلك مارس الحوار والنقاش بكل تحضر واحترام، وهذه إيجابية تحسب له، وتقدر، لكن ما يؤخذ على د.عبداللطيف أمور عديدة، منها: مارس في إجاباته: الإنشائية والحشو الكلامي، فراوغ كثيرًا في أن تكون محصلة إجاباته: لا شيء! فهو لم يجب على السؤال المركزي: ما هو دليله الموضوعي الملموس الذي يستند عليه في استنتاجه. فقط أشار إلى منهجية استقرائية، لم يحدد عناصرها مثالاً وقرينة، وبطريقة: تسمية الأمور بمسمياتها، إنما اكتفي بالتمترس خلف العنوان الفضفاض لمنهج بحثي، لم يفصح عن تفصيل مضمونه كدلائل محددة ومعلومة تتعلق بموضوع «تمكين» الهلال من بطولة الدوري لهذا العام.
وأضاف: «مع الأسف أن د.عبداللطيف، قد تملكته «الاستعلائية» في لحظات فقد فيها تماسكه الحواري.. كان حريًا بالدكتور الفاضل ألا يكتم علمًا معرفيًا، وأن يزف معرفته للرأي العام الرياضي أكاديميين ومتخصصيـــن وباحثين ومهتمين، ويجعل منه نموذجًا معرفيًا لحالة رياضية تفيد العقل والفكر والثقافة الرياضية شرحًا ونموذجًا تطبيقيًا، ليتسنى للجميع تقييمها وتناولها بالنقد والتحليل والرأي العلمي الموضوعي».
وتابع السديري حديثه: «ليسمح لي د.عبداللطيف أن أقول له: باستقراء بعض من أحاديثه وتغريداته الرياضية استنتج من ضمن ما استنتجه أن لديه موقفًا ما من نادي الهلال! يكفي أن أشير إلى تغريدة له تحمل نفس مضمون ونفس تغريدته - القضية!..تلك التي سطرها قبيل مباراة نهائي كأس ولي العهد ونصها: «أخطاء التحكيم في المباراة النهائية..ستكون لصالح الهلال، من باب استرضاء الموج الأزرق عن التحكيم، من وحي شياطين بنات أفكاري».
ليسمح لي د.عبداللطيف، بالإشارة إلى الفقرة الأخيرة من تغريدته».. من وحي شياطين بنات أفكاري»!!..ففيها مربط الفرس، التي ربما تفسر تغريدته - القضية وأنها لا تعدو إلا من وحي شيطان أفكاره.. تفضح ما تفضح، وتكشف ما كَر وفر وراوغ في مداخلاته من إخفاء «حقيقة..الحكاية - الموقف.. من نادي الشعب الكبير: الهلال.. القطب الثابت في منافسات الكرة السعودية، وأكثر أنديتها تحقيقًا لبطولات معظم الألعاب الرياضية المختلفة في السعودية منذ عقود، وليس بشكل طارئ.. يدعو إلى ريبة وتوجس وما يدور في فلكها من مسببات الدناءة..الحقيقية».
وتمنى السديري أن ينحاز د.عبداللطيف لشيم الأكاديمية لديه، ويعتذر لمن مسّه وحي شياطين أفكاره، وإن فعل فهو ينتصر لروح الرياضية النبيلة، الخالية من وسوسات شيطان الكراهية الرياضية وما سبح.. وسّبح في فلكها.
وختم السديري حديثه بتساؤل موجه للدكتور عبداللطيف بخاري، حيث قال: «سأسأل، عضو اتحاد كرة وطننا المغلوب على أمرها: أين كان صوته وموقفه من كوارث حلت بالمنافسة الكروية، يعرفها القاصي والداني مشاهدة ومتابعة ليسمح حيّز المكان من سردها، يكفي أن أشير إلى دوري تحقق بيد دلهوم التاريخية، وضربة الجزاء الأسطورية، وهدف نجران الذي ما زال لغزًا خارقًا، وشهادات الرخص الآسيوية.. الفاسدة!.. وكثير كثير، لم يكن للدكتور العزيز لا حس ولا رس ولا موقف اتجاهها، وكأنها لم تكن، ربما لكونها لا ترتدي فانلة الهلال الذي تشم مصائبه، وإن منعت نظافة ممارساته من خلوه من الرائحة الكريهة.. يُشمُّ بديلاً منها ظنون وتوجسات تعاني من فوبيا الهلال».