إبراهيم الطاسان
يشغلني لماذا نوري المالكي العراقي يظهر بعضاً مما في صدره من الحقد والعداء للمملكة العربية السعودية بألفاظ، تخرجه من دائرة اللياقة الدبلوماسية إلى دائرة السوقة والغوغائية؟ وفي سبيل بحثي عن انتماء السيد نوري. عثرت على معلومات لم أكن أتخيل مجرد خيال أن أصدقها لو قيلت لي. ولولا أنها توترت في أكثر من موقع، وبأكثر من قلم، وصحيفة. ودعمت المعلومات بواقع معاش ملموس من تصرفات وسياسات المالكي، قبل وأثناء وبعد رئاسته للحكومة العراقية فترتين متتاليتين بكل أسف. ففترته التي امتدت ثماني سنوات برئاسة الحكومة العراقية، هي التي أوصلت العراق إلى ما وصل إليه من فساد إداري وانتماء طائفي، مهّد لبؤر الإرهاب بسحب الأفراد دون السلاح من الموصل، كما لو كان يسلمه بترتيب مسبق للدواعش. توطئة لتمكين الفرس بالحشد الشعبي والمليشيات الشيعية. وهذا التصرف بخلق الانتماءات الطائفية الموغلة في التطرف الطائفي يريد تحقيق غاية قومية، أفصحت عنها المعلومات عن أصله المذكور بأنه من بني قريظة القبيلة اليهودية (كريضات) باللهجة العراقية. ولعل الكتاب الذي انتشر في مكتبات بيروت يحمل عنوان «الأقليات بالعراق الذاكرة التحديات» بإشراف سعد سلوم من مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والعلمية 2013 «، يختصر لنا سيرة تحول الهوية للسيد نورى المالكي. مسقط رأس عائلة نوري كامل العلي في قرية جلاجل في قضاء اطويريج (والمعروفة الآن باسم سدة الهندية) في محافظة كربلاء قريبة من حدود محافظة بابل. وتعود عائلته إلى قبيلة كريضات (نسبة إلى بني قريظة) وهي قبيلة يهودية كانت تسكن في الموصل ثم تشيّعت بعد سقوط الدولة العثمانية في العشرينيات من القرن الماضي، ورحلت إلى محافظة كربلاء. وله من الأقرباء في هذه القبيلة الملحن المشهور صالح «الكويتي» الذي هرب إلى إسرائيل، والمذيع المشهور رشدي عبد الصاحب. والأمانة تقتضي الإشارة إلى أن البعض ذكر أنه كردي الأصل من الكورد الفيلية. فإن كان كردياً فلا يعيبه أصله فصلاح الدين الأيوبي كردي، وأمير الشعراء أحمد شوقي كرديّ الأب وأم تركية. وشيخ النحاة سيبويه فارسي، والخليل بن أحمد الفراهيدي إمام من أئمة الأدب واللغة عربي من الأزد من ذرية يعرب بن قحطان. وأن يكون السيد المالكي كما تسمي، فارسي الهوى، يهودي الانتماء، فلا غرابة من حقدة على المملكة العربية السعودية بل على كل العرب. ولن نجد سبباً واحداً يدعوه لما فيه من كره وحقدلى المملكة، أخذ به إلى السقوط في أوحال الغوغائية والسوقة أدعى من شعوره بالانتماء لقوميته الكريضية (القريظية) وقيل: إذا عُرف السبب بطل العجب.