«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
لماذا يسافر الملايين من بلادنا وغير بلادنا لدول العالم خلال الإجازة الصيفية؟ لا شك أنهم يبحثون عن التغيير والتسلية والترفية وعلى الأخص للأبناء. والترفيه على مستوى العالم بات مورداً اقتصادياً كبيراً يدر الملايين على أصحاب المشاريع الترفيهية وما تتضمنه من نشاطات وفعاليات متنوعة تحسن الشركات والمؤسسات والهيئات المسؤولة عنها في تقديم مختلف أنواع العروض الشيقة والممتعة التي تجذب إليها الملايين على مدار العام.. لذلك نجحت مدن «ديزني لاند» التي ابتكرها الفنان العبقري والت ديزني والتي تدر مليارات الدولارات على الدول الموجودة فيها، فكل دولة لها نسبة من دخل هذه المدن. وهناك المتاحف التي تضم بداخلها أفضل اللوحات أكانت لوحات لفنانين من داخل الوطن أم لوحات من دول مختلفة عالمية. لذلك تنتشر العديد من المتاحف العامة والخاصة في عواصم المدن الكبرى وحتى المدن الصغيرة. فعشاق الفنون من رسوم ومنحوتات وأعمال فنية وتاريخية عامل كبير في زيارة هذه المتاحف أو المعارض الفنية.
لقد بات الحديث عن الترفيه في بلادنا حديثاً يتجدد مع كل إشراقة شمس يوم جديد، ويتضاعف الحديث في نهاية أسبوع العمل، أين يذهب المواطن بعد خمسة أيام من العمل الجاد؟ ومع ندرة أماكن الترفيه الحقيقية الممتعة والجاذبة تصاب الأسرة المواطنة والمقيمة بالإحباط، صحيح توجد في مختلف المدن أسواق ومجمعات ومولات وحتى أماكن محدودة. لكنها باتت جميعها مملكة ولا جديد فيها. وعندما تطرح فكرة التوجه. لهذا المكان أو ذاك السوق. أو حتى الشاطئ يرد عليك ابنك أو طفلتك: «أبوي ملينا سبق وشفناها». وعندها يقترح أحد الأبناء: «خلاص وجدتها.. وجدتها، نعبر الجسر، ونشوف آخر الافلام، ونتمشى، ونتفرج ونتعشى» فإذا جميع أفراد الأسرة الكريمة وعلى قلب رجل واحد يصوتون بالموافقة على هذا الاقتراح. لذلك يتوجه الجميع عابرين جسر «المحبة» إلى البحرين.. فلا عجب بعد هذا أن يتوقع مسؤول في المديرية العامة للجوازات بالجسر فضل عدم ذكر اسمه لموقع «الخليج أونلاين» أن يبلغ عدد المسافرين القادمين والمغادرين للعام الجاري أكثر من 23 مليون مسافر) أ.هـ.. وهذا يعني أن الإقبال لعبور الجسر كبيراً ويتضاعف يوماً بعد يوم.. إن اشتمال البحرين على وسائل جذب ترفيهية وسياحية ومن أهمها «السينما» دعمت وساهمت على توجه الآلاف من الأسر السعودية وغير السعودية في العطلة الأسبوعية والإجازات إليها، والمثير للدهشة أن رواد قاعات السينما في البحرين تشكل الأسر السعودية النسبة الأكبر من روادها. وبالذات ليالي الخميس والجمعة والسبت! ومنذ افتتاح جسر المحبة.. جسر الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- رسمياً في 25 نوفمبر 1986م يعني 3 عقود والأسر والعائلات والأفراد من كلا الجنسين يترددون على البحرين ويشاهدون الأفلام ولم تحدث لا سمح الله مشكلة. وما يقال عن البحرين يقال عن سفر المواطنين والمقيمين إلى قطر ودولة الإمارات وكذلك الكويت وعمان والأردن.. إلخ.
ولم يخرج مشاهدو أفلام السينما من هذه الأسر أو تلك العائلات أو حتى الشباب والشابات عن المألوف.. وها هم أبناء الوطن ولله الحمد مع أسرهم في العديد من دول العالم، بكامل حشمتهم ووقارهم، يستمتعون بالترفيه البري ونراهم جماعات ووحدانا، يشاهدون ما يشاهد الناس في الشواطئ والمتاحف، والمدن الترفيهية، من هنا وحتى نحافظ على مليارات الريالات التي يصرفها كل عام، وجميعنا قرأ وسمع عما صرفه السعوديون خلال سياحتهم الخارجية العام الماضي وحسب تقرير مركز ماس التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني السعودية حجم الإنفاق بنحو 96.2 مليار ريال خلال العام الماضي، بزيادة 26.9 مليار ريال (39 في المائة) عن عام 2014، البالغ 69.3 مليار ريال. وفقاً لما نشرته الزميلة «الاقتصادية» مؤخراً. فلو استطعنا إيجاد الحلول الناجعة لاستثمار «الترفيه» بطريقة مثالية تجعل ( دهنا في هريسنا) كما يقول المثل الشعبي، لوفرنا مليارات الريالات ولدعمنا اقتصادنا الوطني. وهذا لا يتأتى إلا من خلال الإعلان عن مسابقات تقديم (أفكار واقتراحات بناءة) لها جاذبيتها كا تفعل مختلف دول العالم فتنشر في الصحف عن أفكار جديدة. وتدفع لصاحب الفكرة التي سوف تنفذ مبلغاً مالياً مجزياً. كما كانت تفعل «دبي» لمهرجانات التسوق.