د.عبدالعزيز الجار الله
بلادنا تعيش حرباً مستمرة ضد المخدرات وضد حكومات مصنّعة ودول مظلة للعمليات وشبكات دولية وعصابات داخلية وهناك أهداف وعوامل ساعدت هذه الشبكات على الاستمرار والعمل الدائم على تجارة المخدرات في الخليج وتحديداً في السعودية أهم الأهداف:
جمع الأموال من منطقة الخليج الغنية فتجارة المخدرات تجارة مربحة وذات عائد مالي سريع للتجار والمروّجين.
دول وحكومات وجماعات دينية مذهبية ومتطرفة ومنظمات وأحزاب سياسية معادية للسعودية مثل: حكومة بشار السورية، وجماعة الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان وغيرها. تعمل على إغراق الشعب السعودي بالمخدرات لجعله شعباً فاشلاً، وإغراق بلادنا بالمخدرات لكسر اقتصادنا.
أما العوامل فهي عديدة التي ساهمت في استمرار تجارة وحرب المخدرات منها: طول حدودنا مع الدول المجاورة واتساع المساحة أتاح للمروّجين فرصة وصول الشحنات عبر عدة منافذ، استغلال مواسم العمرة والحج وحركة العمال للعمل، الاستفادة من كثرة البضائع التجارية والمواد الغذائية وتعدد الواردات لكون بلادنا تستورد معظم البضائع ولا يوجد عندنا اكتفاء سوى النفط ومشتقاته فتصل إلينا البضائع عبر المنافذ البحرية والبرية، التوزيع الاستيطاني للمدن وانتشارها كمناطق حدودية وتعدد القرى والهجر والمراكز والمحافظات الصغيرة يصعب معها المراقبة، تخطيط المدن اتبع التخطيط المفتوح ولم يوجد أحياء سكنية خالصة، وأحياء تجارية وأخرى صناعية وإنتاجية وأحياء نمطية وفئوية من حيث نوعية السكان العائلات ومناطق العزاب فأصبحت المدن مختلطة من حيث بنية وتركيبة السكان ونوعية النشاط التجاري.
خلال (6) شهور فقط تم القبض على (1461) من المتهمين في تجارة المخدرات، وأكثر من (24) مليون من أقراص المخدرات، أكثر من (19) طناً من الحشيش، و(15) سلاحاً رشاشاً و(99) مسدساً، وأكثر من (30) مليون ريال. إذن كم حصيلة السنوات الماضية من مخدرات وأسلحة وأفراد للترويج وأموال؟ وكم الشحنات والأشخاص التي لم تصل إليهم أيدي الأمن ولم يقبض عليهم.
نحن في حرب مستمرة ومفتوحة ضد المخدرات ولا بد من الانتقال إلى مرحلة جديدة غير المكافحة المباشرة إنما إعادة بناء المجتمع عبر مؤسسات التعليم، وإعادة تنظيم انتشار المدن والقرى، وتوزيع الأنماط السكانية دخل المدن والمحافظات.