مدخل:
شوارعٌ للفرح، شوارعٌ لشَعركِ الطويل المجنون، شوارعٌ لنشر الرصاص عالياً، شوارع للحمَام، شوارع للساعة الخامسة فجراً...
هاتوا لي شوارع غاصة بكل هذا الكرنفال الراقص حتى الصباح
وسأريكم كيف أغنّي...
الشوارع لم تنم بعد..
لا تريد أن تنام!
«لـ عدنان الصائغ»
حياة الشوارع:
أو أدب الجدار.. المشوب بالجمال، والحزن، والسخرية، والصمت، والغضب، والثورة، والقصائد، والوطن، والكون، والحرية، والعشق، والقلق، والسذاجة أحياناً.. والفراغ..
والصدى، أو قُل: اللا صدى.
أبو دهمان
بين التبنّي والشارع الفني»
الحزام جملته الأولى....
الروائي الشاعر أحمد أبو دهمان
ليست المرة الأولى التي يتبنى فيها هذه الشهقة الرشيقة منطلقاً من تغريدة موجزة معبّرة وقد تكون صامتة والمشاركات المتخمة بالأخيلة الحرة المحلّقة هي محض أرق الشارع اليومي المنفجر بالتعليق والكلام،،
فبمجرد أن فتح نافذة الثورة الجدارية
حتى بدأ المعراج الإبداعي الباذخ
-ربما- ليشعل تويتر بالالتفات لهذه الفوضى المدهشة ذات القضايا الحيوية حد امتلاء الشوارع والأزقّة
والأماكن العامة والمرافق والأركان المعتمة بهذه الظاهرة المثيرة للفضول والقراءة
والتأمل في حال أصحابها!!
لماذا:
الشوارع والإنترنت تضجّ بالأمثلة والصور
لكن قليل من يبادر بلفت عناية الجمهور
وكأنه يستنطق الصامتين الصامدين
الباقين على قيد الكتابة من أجل الكتابة..
سبورة:
ما يصيبنا بالدهشة هو أننا بصعوبة بالغة نقتنع بهذا النوع من الإبداع الملحمي في حياة الشوارع، لا ندري إلى أي شيء ينتمي كي نصنّفه وندرجه إبداعياً؟
لكنه إضافة كبيرة للحركة الثقافية
وتغذية للروح الفنية والبصرية لدواخلنا،
كـ سطور فتّاكة تُهرّب الحياة
الجافة من أفواه الأزقة..
كـ جسرٍ اتسعت له التشعبات
ليستسلم لجرعات عشوائية
بسيطة أو إبداعية لتوصل هذه الخربشات الفكرة بطريقة سليمة
قد لاتحمل هماً أو وعياً أو قضية
ولكنها تحمل رسالة صامتة أو صرخة أو دعوة مكلومة لا ينصفها وينصتها
إلا الجدران التي تتسع لكاتبيها ولا تضيق..
أمنية:
كثيراً ما تمنيّت لو أكتب بخطّ الثُّلث
على جدارٍ لا يعرفني ولا أعرفه..
فـ ليس مجدياً أن أكتب في ركنٍ
قصِيّ من فناء المدرسة: (العلم نور)
تهمة:
أنا لست مع هذا العبث ولا ضدّه
أنا مع تقنينه وتوسيع نطاقهِ
وإدخاله في دائرة المهارات الحرة
بأماكن مخصصة وجداريات تستحق
أن يتكئ عليها المبدعين
ويتركوا أثراً حميماً وبصمة تشعل
في الشوارع احتراماً للجدار والوطن..
أثراً يشبه حياكة حلم بسيط بماكينة لا تهدأ..
أثراً يشبه التحية..
مخرج:
«القلب المطمئن
لا يكتب كثيراً».
- إيمان الأمير