تحرّك هذا التوقيع مع نخبة من الأكاديميين لأجل السلام ومطالبة بريطانيا بعدم خوض القتال في الحرب العالمية الأولى؛ لكن ذلك البيان تشتت في هواء النزعة البشرية للحرب؛ على الرغم من قيام تلك الحرب إلا أن توقيع ذلك الفيلسوف سجل موقفا تاريخيا ضد الحرب وعزّز بقوة حضور فكرة السلام في الذاكرة الفلسفية التي أثرت وقتا لاحقا بعد وفاته. لأنه كان يسعى لتطبيق ما يؤمن به في أعماق فكره التي نثر سطورها في أعماله التي تجاوزت العشرات في حقول الرياضيات والفلسفة والأدب، تعرّض للسجن والطرد من التدريس في الجامعة وهذا ما يناقض أرستقراطيته الباذخة التي نشأ فيها وانعتق من تقاليدها إلى الإمعان والنظر والبحث عن الحقيقة.. قال نصيحته للأجيال القادمة قبل عشرات السنين وتداولها اليوم الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي: «...الحب حكمة والكراهية حمق، في هذا العالم الذي يترابط أكثر وأكثر بشكل وثيق علينا أن نتعلم التسامح مع بعضنا البعض، علينا أن نتعلم التصالح مع حقيقة أن بعض الناس قد يقولون ما لا نحب بهذه الطريقة فقط نستطيع أن نعيش معا...ولو أردنا العيش معا -لا الموت معا- فيجب علينا أن نتعلم شيئا من الإحسان وشيئا من التسامح الذي يعتبر جوهريا للغاية لاستمرار الحياة البشرية على هذا الكوكب».
- حمد الدريهم