أكتب إليكِ في هذه الظهيرة الحارقة وشاي (الزهورات) بين يديّ - فقد نسيت الشعور بالدفء منذ تلك الحادثة فصرت لا أشعر به وإن سبحت في مرجل يغلي- عن كلمة وقفت عليها لآينشتاين فعجلت إليكِ لأخبرك عن هذه الأبواب التي فُتحت داخلي والأحاديث المتداخلة التي أود أن تنتظم بين يديكِ. يقول آينشتاين:» ثم طريقتان لعيش حياتك؛ الأولى: أن لا شيء معجزة، والثانية: أن كل شيء معجزة».
تحقق لي، وقد جبت رحاب الأرض بادية، وقرى، ومدن، ودول؛ بما أجبرتني عليه أيامي من أشكال العيش وأصناف الناس وأنواع البلاء؛ أن السعادة ليست إلا انعكاسا لما هو داخلك.
وأنا الآن أتذكر أياما مضت كانت من السوء حتى إني لو خُيّرت في محوها لفعلت؛ لأعجب من هذا الحنين الغريب الذي يهزني إليها هزا، ويؤزني إلى الابتسام ومواصلة استرجاعها أزا! وأنا أبحث في طيات نفسي عن كنه هذا الشعور الغريب أجد أن السعادة التي شعرت بها دون اكتراث بطبيعة أيامي حينها؛ سبب هذا الحنين!
حين ترين الحياة بعيني طفلة تتذوق شغف أهون شيء في الوجود وأعظمه فتلحظ فيه أدق شيء وأجلّه بلذة من ترى المعجزات ستعلمين حينها عن أي سعادة أتحدث.
اقتربي لأهمس لك بسر الحياة العظيم الذي جهد ذووا النفوذ في إخفائه: أزيلي العماوة عن عينيك الجميلة وانظري إلى الحياة كما ينظر الأطفال حينها ستُرزقين كما يُرزقون وتسعدين كما يسعدون. اختاري أن يكون كل شيء في حياتك معجزة فإن الحياة كذلك.
أما بعد: كيف كان صباحك؟
- مها الحميضان