د.محمد بن عبدالرحمن البشر
نجران بلد التاريخ، بلد الحضارة، بلد التنوع الثقافي، لم يكن ذلك وليد اليوم، بل كان قائماً عبر التاريخ الممتد في هذه البقعة الكريمة من المملكة العربية السعودية، فقد كانت نجران مقر أمم تعاقبت على هذه الأرض الكريمة لتميُّزها في مناحٍ كثيرة، فقد عاش على أرضها المؤمنون مثل الحنيفية واليهودية والمسيحية والإسلام، وعاش على أرضها الجاهليون مع تنوُّع عباداتهم.
تعرّضت هذه الأرض الكريمة لقذائف طائشة من ميليشيا الحوثي وصالح متجاوزة بذلك القانون الدولي الواضح في نصوصه على احترام الحدود، وسيادة الدول، وتجاوزت بفعلها المشين قوانين الأمم المتحدة، وأنظمة المنظمات الدولية وتجاوزت بعشوائيتها ويأسها القيم الإنسانية المتعارف عليها، ناهيك عن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، دين المحبة والسلام، والحفاظ على أرواح البشر والحيوانات والشجر.
ميلشيات الحوثي وصالح أرسلت قذائفها العشوائية العَبَثية على أرض نجران الكريمة لتصيب طفلاً صغيراً، وحدثاً في عمر الزهور، دون مبالاة أو رادع من ضمير، وهي ذات الميلشيات التي جندت الأطفال لتقاتل الشرعية والحكومة المعترف بها دولياً، هي ذاتها التي زجت بالشباب والأطفال في حرب ظالمة من قبلهم، وهم لا يعلمون مآلهم، وإلى أين وجهتهم، ولماذا يحاربون، ومن يحاربون.
ميلشيات الحوثي وصالح تأتمر برأسين وقليل من النافذين، أما ما عدا ذلك، فهم لا يعلمون ماذا يراد بهم كأنهم غنم في بيت جزار، يا ترى ماذا عسى أن يجلب لتلك الميلشيات قتل طفل أو شاب أو تدمير منزل أو شارع!!!، لا شيء يمكن أن يجنيه أولئك سوى الخزي على مستوى محيطها العربي، وكذلك العالم بأسره.
استهداف الأطفال العزّل من قبل ميلشيات الحوثي وصالح، إنما هي لعبة اليائسين الذين لم يستوعبوا أن القطار فاتهم، وأن ما مضى لن يعود أبداً، إضافة إلى أن إيران التي حاولت أن تزرع في اليمن السعيد نبتة لا يمكنها أن تنبت في أرض لا تصلح تربتها ولا هواؤها ولا ماؤها لنمو تلك البذرة، امتطت سرجاً يأنف منها ورأت في تلك الميلشيات الطامحة للسلطة مطيتها، فكان أطفال وشباب اليمن الغرر بهم وقوداً لها.
المملكة العربية السعودية قادرة بكل عزم وحزم وثقة على الذود عن حدودها، وقطع دابر من تسول له نفسه النيل منها، ولن يفلت المعتدي من العقاب الصارم من قبل قوات المملكة العربية السعودية المسلحة، وهي تلك القوات رائعة التسليح، فائقة التدريب، وفوق ذلك حب قيادتها وأفرادها لهذا التراب الطاهر، والذود عنه بكل الوسائل القانونية المتاحة بلا تردد أو هوادة، ولن يوقفها عنه حديث المغرضين، ودندنة الحاقدين وجعجعة الحاسدين، فأفراد القوات المسلحة يحملون الولاء المطلق للوطن وقادته، وهم يؤمنون بشرف الموت في سبيله، فهم يحملون رسالة الدفاع عن الأماكن المقدسة وملياري مسلم، ويحملون شرف الدفاع عن حدود الوطن الحبيب.
لقد حاولت ميلشيات الحوثي وصالح عدة مرات إرسال صواريخها العشوائية عبر الحدود لتصيب أي شيء كان، لكن الدفاعات الأرضية والدرع الصاروخي السعودي فائق الدقة، قد أحبط تلك المحاولات التي باءت جميعها بالفشل الذريع، ولن تفلح تلك الميلشيات أبداً بإذن الله.
هذه الميلشيات حاولت، ومازالت تحاول تجاوز قذائفها حدود الوطن، إما بصواريخها أو قذائفها أو مدافعها، منوعة أساليبها لأنها في كل مرة تحاول التجاوز تجد أبطال قواتنا المسلحة لها بالمرصاد، وقد تفلت قذيفة كتلك التي أصابت طفلاً وحدثاً، لأنّ تلك الميلشيات لا تحمل رسالة ولا تعلم من تصيب، ولكن قادة تلك الميلشيات يحملون في أذهانهم أحلاماً مستحيلة المنال، وفي سبيل تلك الأحلام فعلوا هذا العبث.
المملكة العربية السعودية آمنة، وحدودها آمنة، وشعبها في كل بقعة منها آمن، وستظل كذلك بعون الله وتوفيقه، وشعبها يعيش في أمن وطمأنينة، ويحمل المحبة والولاء لقائد لواء الحزم، والأمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولنائبيه - حفظهم الله - جميعاً وأبقاهم سداً منيعاً ضد حاملي الشر، وأعوانهم، وحمى الله أفراد القوات المسلحة والمواطنين والمقيمين على أرض الوطن من كل مكروه، وردّ الله كيد الكائدين.