أ.د.عثمان بن صالح العامر
عبر التاريخ كان للعلماء الربانيين المخلصين الصادقين الأنقياء الأتقياء المتحررين من عقدة الأدلجة المنتصرين على أنفسهم وحظوظها الدنيوية في سبيل وحدة الصف المجتمعي وسلامة الأوطان دور مهمٌّ في مواجهة الأزمات ووقاية المجتمع شر الحروب والفتن والويلات، ولذلك تعوّل عليهم الشعوب المطحونة والمقهورة والمستباحة النفس والدم والعرض والمال في كثير من بلادنا العربية اليوم - كما هو الحال بالأمس - الآمال العريضة في إخراجهم من النفق المظلم الذي اقتيدوا إليه عنوة وخلسة من قبل قوى داخلية وخارجية لا تخاف ولا تخشى، فهم المؤتمنون قبل غيرهم على حماية عقائد الناس، والمنتظر منهم المشاركة الحقيقية مع الساسة والإستراتيجيين والعسكريين في المحافظة على سلامة أرواح البشر وضمان عدم المساس بممتلكاتهم وتوحيد صف الشعب خلف قادتهم الذين لهم في العنق بيعة على السمع والطاعة في المنشط والمكره وحين العسر واليسر، وألا ينازع الأمر أهله.
لقد جاء توقيع علماء ودعاة اليمن الذين يمثلون مختلف المكونات الدعوية والمدارس الفقهية في هذا البلد الشقيق على الميثاق الذي «دعتْ إليه الضرورةُ الشرعية، والمصلحةُ الوطنية للوضع الحالي في اليمن، وما يفرضه ذلك من وحدةِ صف العلماء، وتوحيدِ أهدافهم وأولوياتهم في هذه المرحلة الحرجة التي تعيشها بلادهم» في ذات السياق الذي اختطه علماء سلف هذه الأمة عبر التاريخ، ولذا فحقُّه الإشادة والشكر والدعم والمؤازرة كل حسب استطاعته وفيما هو في دائرة الممكن له طبعا.
والمأمول أن يتولد عن هذا الميثاق إصدار بيانات جماعية باسم «علماء اليمن ودعاته» تتضمن هذه البيانات فيما تتضمن:
* كشف المخطط الإيراني الفارسي، وتوظيفه الخبيث للحوثيين ومن سار معهم من أجل ضرب الأمة العربية والإسلامية في الصميم، وجعل اليمن البوابة الجنوبية التي تهدد عن طريقها المليشياتُ الإيرانية الفارسية الصفوية المنطقة عموماً و بلادَ الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية التي هي قبلة المسلمين جميعاً على وجه الخصوص.
* توعية الشعب اليمني بالخطورة الحقيقية التي تحيط به، وتحذيره من المكائد التي يخفيها الحوثي والمخلوع صالح ضد بلادهم وإنسان اليمن السعيد.
* بيان حقيقة الموقف السعودي الحازم والشجاع الذي يقوده بكل حنكة ودراية ودربة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز من أجل إنقاذ الشعب والأرض في البلد الجار والصديق « اليمن السعيد «.
* كسب غيرهم من العلماء اليمنيين المعتبرين أصحاب التأثير والسلطة الفكرية على شرائح المجتمع اليمني المختلفة .
* بعث رسائل تحذيرية من الإعلام المضلل والأساليب المخادعة ذات الوعود المعسولة التي يرسلها الحوثيون والمخلوع صالح حتى يسرقوا الوطن ويفسدوا الأرض ويهلكوا الحرث والنسل.
* التوقيع على الميثاق الذي تم منتصف الأسبوع الماضي في مقر وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالعاصمة الرياض خطوة مهمة ومفصلية على الطريق الصحيح، ولكنها لا تعدو أن تكون البداية، وما بعدها أشد وأهم - في نظري - ونجاح الموقّعين الحقيقي حين يقود هؤلاء العلماء والدعاة اليمنيون الشعبَ اليمني قبائله وعشائره وآحاده إلى مسار النور وطريق السلامة وبر الأمن والأمان، وتعود اليمن سعيدة كما كانت، وليس ذلك على الله بعزيز.. والسلام.