رقية سليمان الهويريني
بدأ الصيف في المملكة هذا العام وسينتهي بصورة استثنائية برغم ارتفاع حرارة الجو! حيث بدأت أبها بشارع الفن في أبها وإعادة إحياء فعاليات قرية المفتاحة بعسير، ثم تبعتها سوق عكاظ بمدينة الطائف، ولن تكون النهاية معرض #حكايا_مسك في الرياض الموجه للشباب من لدن الملهمين؛ مما يشير إلى أن طريق المملكة يسير للنور.
ويشهد الرياض هذا الأسبوع تظاهرة ثقافية تستمر لمدة ستة أيام تحت رعاية «مسك الخيرية» ابتداء من يوم الاثنين 22أغسطس، تم وسمها بالإبداع والشغف كونها حكاية لا تنتهي، حيث توجد 46 منصة وورشة عمل مصغرة تم تقسيمها إلى أربعة مجالات واهتمامات، بين الكتابة، والرسم، والإنتاج والإنيميشن. إضافة للعروض المرئية. وما يميز هذه الفعالية من الحكايا هو تصاميمها التي جاءت بأساليب حديثة لتحاكي عقول الشباب وشغفهم، كما أنها اهتمت بصناعة المحتوى بأسلوب إبداعي ومعرفي وعلمي.
والمتمعن في أهداف الحكايا يلحظ اهتمامها باكتشاف مواهب الشباب السعودي المبدع وتطويرها والمساعدة في انتشارها، مع تعريفهم بفرص الاستثمار والعمل في المجالات الإبداعية، والابتعاد عن التقليدية، وذلك بتفعيل دور التقنية وربطه بتطوير آليات عرض القصص التفاعلية المفيدة، وإكساب الشباب - تحديداً - المهارات والخبرات من خلال التواصل والتفاعل مع ذوي الخبرة والاختصاص، وحرِص مهندسو «الحكايا» على إحياء التراث المحكي وإعادة إنتاجه رقمياً ليصبح في متناول الأجيال عن طريق صناعة محتوى ترفيهي قيمي هادف لفئة الشباب مع التعريف بالتراث القصصي المحلي والعالمي.
ما راق لي في معرض (حكايا مسك) هو الانطلاقة الشبابية الواعدة بعيداً عن المجاملات الاجتماعية الممجوجة، والظهور العلني لمشاعر الحماس الصادرة من الشباب والفتيات نحو بعضهما بتناغم بديع، ونبذ الخوف من مطرقة المجتمع التي أعاقت التقدم، وشيدت حواجز فولاذية بينهما حتى صار كل واحد ينظر للآخر بريبة ووجل، وقاد لحالات من التحرشات غير الأخلاقية في وقت مضى، فضلاً عن النظرة الدونية التي يطلقها الشاب نحو الفتاة بسبب تراكمات اجتماعية بائدة مصدرها ضعف الثقة بالفتيات.
(حكايا مسك) ليست مجرد حكايات، ولكنها أداة (لفك الغلقة) وتمازج للفرح في وطن يتحول نحو الإيجابية.