«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
جميعنا يحتاج إليه وعلاقتنا معه علاقة عمل.. وبالنسبة لي بدأت هذه العلاقة منذ وعيت وبدأت التعامل مع الدراسة والكراسة والكتابة المدرسية وغير المدرسية. فرغم حجمها الصغير إلا أنك تحتاجها للمحافظة على أوراقك المهمة، خصوصاً عندما تكون هناك أكثر من ورقة وتحتاج للمحافظة عليها واحتضان بعضها ببعض.. وما زلت أذكر أحد زملاء العمل عندما يحتاج إليها يردد: «عطني لو سمحت من (الصغير الندير)» وكان يقصد باسما «مشابك الورق» هذه الحلقات التي تجدها في كل مكتب عمل هنا وهناك بل إنها موجودة داخل كل بيت يوجد فيه أبناء ودارسون، معلمات ومعلمون، موظفات وموظفون، جميعهم بحاجة بين فترة وأخرى لصاحب السعادة هذا المشبك الصغير والخفيف وزناً وروحاً لكنه مفيد جداً في محافظته على أوراقك وخطاباتك عندما ترفق بها أوراقاً إضافية أو صوراً أو مستندات! وعند حاجتنا إليها تجدنا نبحث عنها بمحتويات درج مكتبنا. وفي العقود الأخيرة ابتكرت علب بلاستيكية خاصة بها مغناطيس يجعلها ملمومة بعضها بجانب بعض وهي بالتالي في مكانها دائماً.. مما وفر علينا عملية البحث عنها بين أوراقنا وغيرها.. والجميل أن مشبك الورق الذي ابتكره (صمو ئيل.ب فاي في عام 1867م وكان هدفه من ابتكاره لهذا «المشبك» المعدني لربط تذاكر النسيج. وباتت فكرته وابتكاره أو اختراعه مطلوباً على مستوى عالمي بعد انتشاره والإقبال عليه في القرن الثامن عشر.. والجميل أن هذا الابتكار «المشبك» رغم حجمه وبساطته إلا أنه أصبح مفيداً لمختلف الأعمال المكتبية والإدارية فهو الأمين على الأوراق نظراً لأنه يمسك بها ببساطة وبدون وخز كما يحدث للدبابيس التي سوف تكون موضوعاً لإطلالة قادمة بمشيئة الله.
المشبك سرعان ما أصبح من ضمن الأدوات التي يتم تأمينها للعمل المكتبي. وانتقلت عملية تصنيع صاحب السعادة «المشبك» للعديد من دول العالم لكن بريطانيا استطاعت تطويره من خلال شركة «كوشمان اديسون» في عام 1904م.. ومنذ مرور أكثر من مائة عام على ابتكار وتطوير «المشبك» أثبت يوماً بعد يوم أنه الأكثر شعبية وعملية وانتشاراً واسعاً نظراً لسهولة استخدامه واستعماله ولرخص ثمنه وحتى حمله.
وفي العقود الأخيرة بدأت مصانع تنتج مشابك ورقية بألوان قوس المطر المحببة والمطلوبة حتى تضفي ميزة جمالية على الأوراق التي تم حفظها بها. والمشبك قبل وبعد هو سلك خفيف بوضعية عكسية ويعتبر «يوهان فولر» النرويجي هو من حصل على براءة اختراع للمشبك بشكله المعروف الآن وذلك أواخر القرن الثامن عشر.. بعدها سجلت براءات اختراع في ألمانيا وأمريكا لآخرين مع تغيير طفيف في التصميم حيث بعض الابتكارات تعتمد على خطوط مستقيمة أو تنتهي بزاوية مثلثة. لكن هي في الأساس ذات الفكرة والعمل..
ومع انتشار المشابك في العالم ومع إنتاج النوعيات الملونة، راحت البعض من الفتيات يستعملنها كزينة لآذانهم بصورة مبتكرة (الصورة) كذلك راح بعض الفنانين ينفذون مجسمات جمالية للمشابك بأحجام صغيرة وحتى كبيرة.. بل هناك من قامت بعمل قلادة بسيطة ومعبرة لتعليقها على صدرها.. ولو تعمقنا في هذا المشبك الصغير والبسيط لأمكننا أن نعمل منه العديد من الأشكال والتصاميم البسيطة والجميلة.
ربما لا يتسع لنا في مساحة هذه «الإطلالة» أن نشير كل ما يمكن عمله من هذه المشابك الموحية!