ماجدة السويِّح
«ملالا يوسف» الطفلة الباكستانية الملهمة للغرب قبل الشرق آثرت تسويق قصتها بعد تعرضها للاغتيال من قبل «طالبان» بعد إصرارها على حقها في مواصلة التعليم. لم تنزو مع نفسها الموجوعة والمفجوعة بالإرهاب بعد شفائها، بل خططت لهدف سامٍ وسعت من أجله.
من فتاة مغمورة إلى ناشطة ومدافعة عن حق الفتيات في التعليم من خلال صندوق خيري لدعم تعليم الفتيات. في 2014 حازت على جائزة نوبل كأول طفلة في العالم، كما حصلت على عديد من الجوائز وشهادات التقدير من مختلف البلدان تكريماً لدورها في تحويل معاناتها لقصة إلهام وتوعية بحق الفتيات في التعليم.
في محيطنا المحلي الطبيبة سامية العمودي أشهر من نار على علم، شخصية مؤثرة وملهمة للكثير من السيدات وخاصة السعوديات. سامية العمودي اسم فرض نفسه عالمياً ومحلياً بالحب والاحترام لهدفها النبيل. بعد إصابتها بسرطان الثدي لم تر في الابتلاء سوى رسائل حب ورحمة خالدة من الله. سخرت علمها ووقتها لنشر الوعي الصحي والتثقيف بالحقوق الصحية والاجتماعية للمرأة. بعد إصابتها الثانية بسرطان الثدي واجهت الأمر بقوة وإصرار على مواصلة طريق التوعية، فأصدرت كتابها الذي يرصد جانباً تاريخياً واجتماعياً في تجربتها كامرأة سعودية.
النشاط الإعلامي في استثمار المعاناة الشخصية لخلق حملات توعية هادفة ونبيلة يواجه بسهام نقد من البعض في مسألة التكسب غير الأخلاقي للحصول على عديد من الجوائز والتكريم. موضوع التكسب من المعاناة وتسويق الذات اتهام قديم طال بعض التجارب الملهمة للأدباء والمفكرين والعلماء الذين أثروا العالم بتجاربهم، وأهدوا جهودهم في تبديد الظلام للعامة، في الواقع لم تكن «ملالا» ولا «سامية» الوحيدتين في تحويل المعاناة الشخصية إلى شعلة إرشاد وإلهام بل سبقها كثيرون وسيتبعها أكثر، رغم صعوبة كسر حاجز الصمت والبوح للمصاب، الذي آثر تحويل تجربته المؤلمة إلى نبراس ملهم للناس.
هذا الاتهام طال الدكتورة سامية في رسالتها السامية في الحياة وهدفها النبيل في نشر الوعي. في أي مكان تحل فيه كانت تتوشح باللون الوردي لمواصلة التوعية بسرطان الثدي وأهمية الكشف المبكر عنه. فكم من نساء ساعدتهن في التغلب على المرض أو المبادرة بالكشف! كم من ألوان وردية نثرتها في حياة عديد من النساء! كم من فتاة وسيدة تغلبت على مخاوفها في البوح والرضا بقضاء الله وقدره!
شخصياً استفدت منها الكثير في عرض تجربتها الملهمة والفريدة في نزع الشوك ونثر الورد في طريق النساء.