فهد بن جليد
حتى تستطيب نفسها، وترتفع معنوياتها، غالباً ما أصطحب (حرمنا المصون) نفع الله بها، وأعلى مراتبها، لدي إحساس بأنها ستشغل قريباً منصب (أول وزيرة) من كثر ما أدعو لها، عموماً ومن باب جواز كذب الرجل على زوجته غالباً ما أصطحبها إلى أشهر أسواق الذهب والمجوهرات، على طريقة (نبصّبص وما نشّتريش)!
أحرص على أن تشعر (بمُعاملة الأميرات) عند محلات الذهب، فما أن تقع عينها على شيء؟ إلا وأطلب من البائع إحضاره، لتُمتع ناظريها، وتلمس بيديها، ثم أطلب وزنه وضربه في سعر الجرام، مُتسائلاً عن لون المُغلف الذي سيوضع فيه؟ لتشعر أنها حصلت على هذه (القطعة) فعلاً، وهي تغدق عليّ عبارات الشكر والثناء، مع إصراري بخبث أن (تصوِّر الذهب بالسناب)، وبعد أن يُخبرني البائع بالسعر وهو مُبتسم (لأنه صدق الآخر بأنني اشتريته فعلاً) أهز برأسي، وأقطب حاجبي، قائلاً بكم (الجرام اليوم)!
وقبل أن يجيب نتحرك إلى المحل المجاور، وهكذا تخرج الطاقة السلبية من المرأة، وتشعر بأنها تمتلك الكثير من الأطقم الذهبية، والأساور، والدّلعات، والجنيهات.. إلخ دون أن أدفع ريالاً واحداً، خصوصاً عندما أقول للبائع (خله على جنب) انتبه تبيعه، بنشوف السوق ونرجع لك، ما أجمل أن تشعر المرأة بالسعادة، بفضل حنكة، وذكاء، وحكمة زوجها!
الكذب (لستني بحبه)، مؤخراً عرفت بأن هناك اتفاقيات (غير مُعلنة) بين أصحاب المحلات على توحيد سعر (بيع الجرام) للزبون، لذلك اعتمدت سياسة جديدة (بالسوم) بسعر أقل، لتشعر المدام بجدِّيتي في الشراء، مع ضماني أن البائع لن يقبل، ولكن أحدهم فاجأني بالقبول بسعر (156ريالا) للجرام، قائلاً أرجو ألا يعلم أحد من جيراننا أنا بعنا لك بهذا السعر، فقد اتفقنا على عدم النزول عن 160 ريالا!
هنا استغللت الفُرصة، وهمست في أذن (وزيرة المُستقبل): هذا نصب والعياذ بالله، واتفاقيات على توحيد (سعر الجرام) في وجه الزبون، أعوذ بالله من (الكذب والكذابين)، فلنمضِ يا امرأة من هذه (البقعة) أشعر بضيق..!
وعلى دروب الخير نلتقي.