د. عبدالرحمن الشلاش
شاهدت مطلع هذا الأسبوع ثلاثة مقاطع صادمة جدا ومحزنة تدعونا للأسف وتعزية أنفسنا على وضع السياحة الداخلية المنحدر. المقاطع قصيرة ومنتقاة من مهرجانات الصيف في بعض المناطق والمدن منها الرياض وعرعر وبالتأكيد غيرها كثير لم نشاهده لأنه لم يصل إلينا أو أن بعض تلك الفعاليات يمنع فيها التصوير أو غير ذلك من الأسباب التي لا نعلمها!
أعتقد أن كثيرين شاهدوا المقاطع المخجلة لأنه قد تم تداولها بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية وصارت فضيحة ومثل ما يقولون «اللي ما يشتري يتفرج» وقد تفرج الجميع فمنهم من استغرق في حالة أسف عميقة، ومنهم من تفرج وضحك حتى استلقى على ظهره، لكن لا أحد سيشتري لأن البضاعة مضروبة!
المقطع الأول يبدو فيه مجموعة من الرجال مستلقين على ظهورهم وقد وضع كل واحد منهم في فمه رضاعة مملوءة بالحليب ويهز رجليه ويبكي مثل الطفل والشاطر من يشرب الحليب أولا!. المقطع الثاني يظهر فيه شابان كل واحد منهما يجري في جهة وكأنه يفحط وبحركات هستيرية لا تحمل أي فكرة ولا مضمون ولا مهارة ولا قدرات خارقة إنما كل ما في المقطع استجداء لضحك الجمهور المغلوب على أمره وليس لديه سوى هذا المهرجان الرديء كي يقضي وقته! المقطع الثالث لمجموعة من الرجال من ذوي الأوزان الثقيلة يتراكضون على خشبة المسرح والتي بالكاد تحملهم لا فكرة ولا مضمون. مشاهد تدعو للأسف وتثبت للمرة المليون عدم قدرة المنظمين على تقديم الجديد، أو أن هناك من يعيق عملهم ويتدخل ليلغي كثير من الفقرات، ومنها فرق الأناشيد للأطفال من أصحاب الأصوات الجميلة، وليست تلك الأصوات النشاز المسببة للإزعاج والصداع، وفرق المسابقات والسرك والعروض المسرحية الراقية والهادفة.
هذه المشاهد والعروض المبتذلة وغير اللائقة يجب أن توقف فورا فهي تعكس صورا سلبية من جهة ويقدمها أفراد لا علاقة لهم إطلاقا بالفنون الراقية. أعتقد أن العائلة لو ذهبت لقضاء الوقت في مول أو حديقة أو ممشى أو في مطعم أو حتى في جولة بالسيارة فلا شك أنه أرحم بكثير من التوجه لمهرجانات الاستخفاف بالعقول والاستهبال.
سئمنا من نقد تلك المهرجانات! بعض من يعنيهم الأمر لا يهتمون فأغلبهم يصيفون خارج الحدود ولا يحضرون تلك المهرجانات. في النهاية أرى أن يسند تنظيم المهرجانات الصيفية والموسمية لشركات متخصصة لضمان إخراجها بصورة مرضية.