«الجزيرة» - وكالات:
سيل من الأجهزة الجديدة يجتاح الأسواق، فلا تكاد تذهب إلى أحد الأسواق التقنية حتى تفاجأ بأنك قادم من زمن ماض، فقد تجاوزتك التقنية بمسافة بعيدة، كثيرون يفكرون هكذا، ويشعرون أن التقنية يمكن أن تتجاوزهم إن لم يقوموا باقتناء كل جديد من الأجهزة، وتجد البعض متشبثاً بأكثر من جوال مثلاً دون أن يكون محتاجاً لذلك بالفعل، هذا الركض الذي يكاد لا ينقطع وراءه عدد كبير من المسببات.
عالم الإعلان المبهر أحد العوامل التي تجعل الشباب يقبلون على اقتناء الأجهزة، كل ما حولك يتحدث عن أحدث الأجهزة المتوافرة في الأسواق، وميزاتها التي تشعرك بالنقصان إن لم تقم باقتنائها، ومع ارتفاع وتيرة التنافس بين الشركات ترتفع الرغبات في الشراء، ونعرف مقدرة الشركات الكبيرة على خلق عوالم دعائية جاذبة.
التفاخر الاجتماعي والمباهاة أيضاً أحد المسببات التي تتحكم في ازدهار اسواق الأجهزة، البعض يسعى لامتلاك جهاز فقط لأن فلاناً امتلكه، أو ربما حاول تجاوزه بامتلاك جهاز أحدث وأفضل، وللأطفال نصيب من هذا الهوس، فما أن يروا جهازاً لدى أحد الأصدقاء حتى ترتفع شكاواهم بأن أجهزتهم قديمة وأنهم يريدون أجهزة جديدة..
والسؤال دائماً ما الذي يحدد الأفضلية ويحكمها؟ الإجابة في الغالب: السعر، فهناك من لا يعرفون عن قدرات الجهاز ومقدراته غير السعر، وعندما يكون السعر مرتفعاً فهذا يعني أنه يمتلك جهازاً قيماً لذا تجده يحاول أن يوصل دائماً إلى أقرانه وزملائه أن هذا الجهاز الذي يستخدمه مرتفع القيمة، دون النظر على إمكانات الجهاز وكيفية الاستفادة منها...
الأحدث !!!! يقول محدثي أنه يحاول دائماً اقتناء الأحدث، ومن المعروف أن هناك بعض الشركات لا تغير في الأجهزة كثيراً عندما تقدم إلى السوق إصداراً جيداً، وقد لا يتجاوز الإصدار سابقه إلا ببعض التعديلات الخارجية غير الجوهرية، وعندما يتحدث صاحبنا عن الأحدث فإنه لا ينظر في الغالب إلى ماذا أضافت الشركة إلى الجهاز من إمكانات خبرها هو كمستهلك وتعامل معها واستنفدها ويريد أن يرى ما بعدها.
لا أريد جهازاً عادياً تمتلكه الأخريات.. قالت إحداهن، ومثل هذه تقوم بتغيير الجوال كل فترة لأنه فقط أصبح عادياً ومتداولاً، فهي لا تستمتع بما تمتلكه إلا خلال الأيام الأولى فقط لأن كل الأجهزة سرعان ما تملأ الأسواق وتصبح متداولة، ولدى البنات يصبح الهوس بشكل الجهاز سبباً رئيساً في اقتنائه، والقاعدة أن الجهاز الأكثر أناقة هو ما يلائمني.
وفي هذه الأجواء نمت ظواهر الغش، فعرضت كثير من الأجهزة ووجدت سوقها مستفيدة من العوامل السابق ذكرها، ومن جهل المستهلكين في الغالب بالمواصفات الواجب توافرها في الجهاز ليصبح ذا قيمة حقيقية، وفي المقابل ارتقت ثقافة معرفة الأجهزة ومواصفاتها لدى البعض فأصبح ملماً بكافة التفاصيل التي تجعله ينهمر بسيل من المعلومات مجرد سؤالك له.