جدة - عبد القادر حسين:
رسم خبراء ومختصون خارطة طريق للنمو المستدام عبر نافذة الحج والعمرة، وأفردت غرفة مكة المكرمة للتجارة والصناعة يوماً كاملاً لاستقاء الأفكار والرؤى حول كيفية تحقيق اقتصاد مستدام استناداً على نافذتي الحج والعمرة، وذلك عبر ورشة عمل متخصصة شهدت عصفاً ذهنياً أفرز حزمة من المواجهات الهامة كخارطة طريق لتحقيق نمو ورواج مستدام في الأسواق وجميع القطاعات الاقتصادية.
وأكد الدكتور هشام الفالح مستشار أمير منطقة مكة المكرمة على عناية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بالتخطيط التنموي في المنطقة لتحقيق التنمية الشاملة التي ترتكز على بناء الإنسان وتنمية المكان، منوهاً بجهود الغرفة في إقامة مثل هذه المنتديات التي تساند هذا التوجه الحيوي.
وقال رئيس الغرفة ماهر بن صالح جمال: في هذ العهد الزاهر كان اكتمال توسعة الحرم المكي الشريف، ومشروعات مكة الكبرى لتتسق مع زيادة أعداد المسلمين حول العالم، حيث وصلوا إلى نحو 1.62 مليار نسمة، يمثلون 23% من سكان العالم، وهو ما تنبهت له قيادتنا الرشيدة بضرورة استيعاب الزيادة النسبية من الحجاج، ورفع عدد المعتمرين من ثمانية ملايين إلى 30 مليوناً حتى 2030م».
ولفت جمال إلى أن برنامج التحول الوطني2020 وضع أهدافاً استراتيجية لوزارة الحج، لصنع مسيرة ميسرة وآمنة للحجاج والمعتمرين من شأنها أن تصب في فائدة وخدمة جميع الأطراف المعنية بالحج والعمرة، حيث دعت لتنفيذ شراكات إستراتيجية مع القطاع الخاص، وإيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين، وتعزيز ثقتهم في اقتصادنا، وهذا يضع رجال وسيدات وشباب الأعمال أمام تحد وطني كبير، وهم قادرون على تحمله بأداء متكامل لتحقيق النجاحات المطلوبة.
وأضاف: الورشة تأتي ضمن التوجهات الجادة لتوليد فرص استثمارية جديدة تمتد فوائدها لجميع المسلمين، حيث إن استكمال الطاقات الاستيعابية سيولد عنها مشاريع لتحقيق التوسعات المطلوبة بقطاعات البنى التحتية، فضلاً عن عدد كبير من الفرص الخدمية والتجارية.
وتحدث المهندس بسام غلمان مدير قطار الحرمين عن بعض القضايا التي تحتاج لمراجعة، ولخصها في توحيد المرجعية لبعض الدوائر كالنقل العام، أو تطوير المنطقة المركزية في مكة المكرمة، حيث تتعدد المرجعيات، معتبراً إياها من أكبر المعيقات أمام الخدمات المقدمة، أو تلك التي يمكن أن تقدم في إطار تطوير اقتصاديات الحج والعمرة.
ورأى أن ملف النقل العام في مكة المكرمة ملف شائك، مبينا أن المشاعر المقدسة تفتقر لخطة شاملة قابلة للتنفيذ الفوري، معرجاً بالحديث عن النظافة العامة في المواسم وانعكاساتها، كما أن من القضايا الإدارة الوقتية لموسم الحج، الذي يفتقد للتخطيط المبكر، حيث لا يبدأ العمل إلا مع اقتراب المواقيت. وتحدث عدد من السيدات حول فكرة إنشاء خيمة متكاملة وبمواصفات عالية، قريبة من الحجاج تضم هدايا الحجاج من صنع الأسر المنتجة في مكة المكرمة، تحقيقاً لشعار «صنع في مكة»، وعبرها يتم الترويج لأعمال الأسر المنتجة وتحسين دخلهم الاقتصادي. واقترحت الورشة أن يخضع كل العاملين في الحج والعمرة لتدريب محدد يمنحون بموجبه بطاقة عمل خاصة بذلك من شأنها الحفاظ على الكوادر المدربة التي خبرت العمل لسنوات وحمايته من غير المتخصصين.