أمل بنت فهد
كل قضية تحكي عن نفسها.. وتفصح عن نبلها أو خستها.. صدقها أو كذبها.. قوتها أو ضعفها.. شجاعتها أو جبنها.. جديتها أو عبثها.. تحكي عن ذلك بوضوح تام من خلال الوسائل التي تستخدمها لتعبر عن نفسها.. ونفس الوسائل تخبر الكثير عن الهدف والغاية.. وإن لبست ألف عباءة تغطي بها عفنها.. تفضحها الوسيلة.
فلا يمكن أن تجتمع غاية شريفة ووسيلتها دنيئة.. ولا يمكن أن تعيش قضية لا تملك هدفاً واضحاً.. ولا تملك خطة.. ولا تملك رأياً محدداً.. وفي محاولات قصف نجران الأبية جهالة قطاع الطرق.. ماذا يعني أن ترسل قذائف عشوائية غير أنك لا تملك قوة ولا فكرة ولا هدفاً عسكرياً ولا سياسياً!
يظهر جلياً أن المهمات الانتحارية هي آخر الحلول عندما تقترب الهزيمة.. والاقتراب من الحدود السعودية انتحار وغباء.. وقلة حيلة وضعف.. هل يظن جهال الحوثي أننا دخلنا الحرب بقلوب ناعمة.. ويمكن لصاروخ أن يهز ثقتنا بحدودنا وأبطالنا وقيادتنا؟
المهمة المستحيلة والغبية أن تكون هزيلاً وضعيفاً وعارياً وتمازح أسداً.. فالذي لا يعرفه من جهلنا.. أن السعودي بقدر النخوة النبل التي يتمتع بها.. فإنه عندما يكون الوطن محور القضية لا يهاب موتاً.. ولا قصفاً.. ولا أحداً.. نساء ورجالاً.. كلنا فداء للوطن.. وكلنا حين تجرح نجران.. كلنا نجران.. ونثق أن جنوب الوطن عصي على الصغار والكبار.. عصي على أحلام الأقوياء.. فكيف بالعصابات التي لم تستطع أن تحل من أمرها أمراً واحداً.. كل يوم رأي.. وكل يوم فكرة.. كأن حربهم تدار على طريقة المراهقين الفقراء في المراهنة والمشاغبة.. وفي كل مرة يأتون بالوبال على رؤوسهم..
لذا كوني بخير يا نجران الحبيبة.. وكن بخير يا جنوبنا.. نحن معك ولك وبك.. دائماً وأبداً.. أياً كان الثمن يبقى الوطن أغلى وأعظم.
للصمت السعودي حكمته..
وللصبر السعودي مداه..
وللرد السعودي صداه..
ولمن لا يعرفه.. ينتظر قليلاً وسيرى كيف يكون.. عصياً على التكهنات.. وبعيداً عن التوقعات.. كما كان في كل مرة مع الأعداء والأصدقاء.