في يوم الثلاثاء 6-11-1437هـ فقدت المملكة أحد رجالها المخلصين الأوفياء وأحد شيوخ القبائل (قبيلة العرينات)، إنه الشيخ نايف بن وليد بن شوية. ومن يعرف الشيخ نايف لا يمكن أن ينسى الأمير الوالد الشيخ وليد بن فهيد بن شوية الذي كان له جهود لا تنسى في مرحلة تأسيس وتوحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز - رحمه الله- وأبناؤه الملوك من بعده، وقد حظي والده وليد وابنه نايف بتقدير القيادة الرشيدة، والشيخ نايف أحد أولئك الرجال الذين كان لهم الكلمة والرأي وحل كثير من الأمور والمعضلات القبلية لما يحظى به من مكانة بين شيوخ وأفراد قبائل المملكة؛ وذلك لما وهبه الله من حكمة وسداد رأي وقبول لدى الناس، ومن يعرف الشيخ عن قرب يجد فيه وقار العلماء وهيبة الزعماء وحكمة الحكماء، كان حريصاً على وطنه وقادته لما يكنه لهم من ولاء ومحبة ودعم ومناصرة، وكان من السبّاقين في التعبير عن رفضه وأفراد قبيلته لما تتعرض له المملكة من هجمات إرهابية مبدياً وقوفه ومساندته لقرارات القيادة الرشيدة حيال كل من تسوّل له نفسه النيل من بلاد الحرمين وقادتها وشعبها، لقد كان مجلسه مجلساً لا يمكن أن يُغلق مستقبلاً الصغير والكبير والغني والفقير، والجميع يجد الاحترام والتقدير والتكريم، لقد عرفت الشيخ منذ أكثر من خمسين عاماً؛ جمعتنا معاً مواقف وأحداث وزمالة في العمل، فقد كان رئيساً لمركز شوية وكنت رئيساً لمركز أم عقلا وقد واكبنا سوياً مراحل من تطور مملكتنا الغالية ولم تتغيّر مواقفه ولم تتغيّر شخصيته فكان لنا نعم القدوة استفدنا من خبرته وحنكته وطريقته في معالجة القضايا والمعضلات، فكان فعلاً مدرسة في القيادة والحكمة، إن الكلمات تعجز عن تسطير ما في القلب تجاه الشيخ أبو بندر لما له في نفسي وأبنائي وقبيلتي من مكانة وتقدير ومحبة ومودة، ونحن نعزى فيه، ومن شاهد حضور الصلاة عليه وهذا الجمع المهيب الذي توافد غلى الجامع للصلاة عليه، حيث اكتظ بالمحبين على كل المستويات يجمعهم جميعاً الحب والوفاء والعرفان، لكن ما نقول إلا كما قال سيّد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم إنا على فراقك يا شيخ نايف لمحزونون، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون، وعزائي لأبناء الشيخ وأحفاده - حفظهم الله ووفقهم- ولقبيلة سبيع عامة ولقبيلة العرينات خاصة بهذا المصاب الجلل، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون، والسلام عليكم، ورحمة الله وبركاته.
ناصر بن محمد العطني - رئيس مركز أم عقلاء سابقاً