قصيدة مهداه إلى الطفل الفلسطيني الشهيد الذي ذبحته العصابة الإرهابية في حلب بسوريا.
سلاماً عليكَ وأنتَ تسافرُ
خلف حدود الزَّمانْ
تعيدُ الطفولةَ والكبرياءْ
سلاماً يعانقُ فيكَ النجومَ البعيدهْ.
يحملُ بين يديهِ السماءْ
وطعمَ الإباءْ
سلاماً يحبكَ جداً..
يُحبُّ الحمامَ الذي قد علا غيمةً.. دماً يتوسّدُ فيكَ السلامْ.
أحبكَ جداً
وبعدكَ يحزن نجمٌ، وتمضي مع العطرِ أرضٌ..
وتبكي الدموع علينا..
فنحنُ قتلناكَ لكن قُتِلنا
بقلبٍ نحرناه حتى سُبِيْنَا
ونحنُ تركناكَ للموتِ طفلاً، فكم قد بُلينا
ونحنُ نحرناكَ إذ قد صمتنا
عن أي فعلٍ، فماتت فلسطين فينا،
وماتَ الكلامْْ.
وماتَ المطرْ
وسافرَ عن حلمنا
غناءُ السّحرْ.
وصرنا غباراً.. حطامَ.. الحطامْ.
حملنا ظِلالكَ حتى عصينا
ونحنُ نصلي.. نسجدُ لكنْ بلاءً جنينا
كفرنا بزهركَ حتى أتانا الجحيمْ
خطفنا حياتكَ حتى أتانا اليقينْ
وأنتَ الملاكُ الشهيدُ الذي قد ذبحنا
وأنتَ الطفولةُ حين توسلتَ فينا..
أنتَ اعتلاء المكان الممدّدِ وسط الزّمان.
وأنتَ الرجولهْ.
قتلنا الرجولةَ فينا.
نحرنا السلامْ.
لأنا أقمنا عليكَ العزاءْ
ولم نمضِ يوماً لحُبِ الحمَامْ.
فهلْ تتباكى النجومُ علينا..
وهل سيصلي إذا ما رجعنا
لرشدِ العصافيرِ..
رشدِ الصلاةِ العظيمهْ.
عيونكَ تكبرْ
وحبكَ يكبرُ في كلّ ماءٍ..
ونحنُ بقتلكَ نحراً فؤادٌ تصحّرْ.
وشكلٌ مليء بحزن الضجرْ.
ستنمو كزهرٍ بعيدٍ عن الرجسِ
والأمةِ الخاويهْ.
ويبكي بكلّ الدماء التي
قد أرقنا ضياءُ القمرْ
وعمرُ المطرْ
وشكلُ الليالي
وحلمُ البصرْ
دماؤكَ حلمُ نبيٍّ قديمٍ..
سماءٌ ستُخلِق مليون عشقٍ يصلي
وسبعين ألفَ سجودٍ..،
ومليار حبٍّ.. وماءْ
وصوتكَ نهرٌ يصبُ بقلبي..
يُمْطِرُ وجهَ الضياءِ الحزينْ.
رأيتكَ وجهَ حسينٍ.. صوتَ نداءٍ..
فجراً رأيتُ عليكَ السنينْ.
فيا شكلَ أمي
ولمسةَ أمي
ودمعةَ أمي
سلاماً عليكَ
سلاماً يحمل بين يديه الحمامْ
سلاماً سلامْ.
- منير النمر