- الشاعر عباس أحمد علي في قصيدته «بيت الحجاز»
يصف البيت الحرام بمكة المكرمة بأسلوب شعري متدفق، وحس مرهف، وشدو جميل بذائقة شاعرية عذبة لترافقه بذائقتك وكأنك معه في رحاب هذا المكان الطاهر الجليل.
تنهل القصيدة من معين الشوق واللهفة على اللقاء مع الخالق سبحانه في رحاب بيته العظيم، ليصف لنا الشاعر وبقدرة عالية تفصيل اللقاء وكأنه في هذه الرحلة يستجمع قوى القلب ليبوح بهذا الحب النقي لمكان جميل، وصورة معبرة في الوجدان.
فكثير من الشعراء والكتاب صاغوا مثل هذه المشاهدات إبداعا شعريا ونثريا، إلا أن نصوصهم غالبا ما تتجلى في وصف عمق الكون مكة المكرمة وحرمها، وجلال المقابلة وعظيم الشعور الإنساني الجميل تجاه هذا الجزء الغالي والعزيز من ارض السلام والإسلام، فالشاعر عباس أحمد علي يبدع حقيقة في هذا المشهد الوارف والمخضل ببهجة اللقاء.
- القاصة بدرية الشمري ومن خلال نصوصها السردية المتسارعة
تتقن فن العرض المقتضب لمشاهد الحياة في حركية متواثبة؛ تعزز فعل النص السردي وقدرته على توظيف الدلالات البسيطة كمشاهد معبرة ومفيدة، وذات بعد استشرافي لرؤية الكاتبة وأهدافها في بناء النص.
تلتقط الكاتبة بدرية مواقف الحياة وتمازجها وتترجمها بلغة سردية عالية تعتمد فيها على الاقتضاب والتصوير الخاطف، لنقف أم مشهد سردي رشيق ومتقن، يوائم بين التفاصيل الحكاية وما هو مثمر منها على هيئة انتخاب انتقائي لكل تفاصيل القص وحالاته.. فتنجز لنا «بدرية» رؤيتها في بناء هذا المعمار القصصي الجميل.
- القاص حسن الشحرة الفيفي ومن خلال نصوصه السردية
يستعين عادة ببناء الحكاية وتفاصيلها الدقيقة بكل منعطفاتها المهمة وصورها الحيوية.. فلا يلتفت إلى مجمل الإطناب أو الحشو إنما يسير نصوصه وفق منجز اللحظة التي ينير فيها الطريق للفكرة المراد تدوينها.
فالفيفي لديه قدرة ومهارة متميزة في بناء مشروعه السردي، ونصوصه القصيرة جدا من خلال فكره المنعطف المهم في النص.. والذي يسمى عادة «لحظة التنوير» في البناء القصص، ليبرع فعلا في بناء هذه المشاهد السردية بطريقة جميلة ومعبرة، وتفي بأغراض السرد وفعالياته، ومكنوناته الإبداعه.. وهي المتمثلة في الفكرة الناضجة، واللغة الأنيقة، والحدث المتوامض السريع؛ لتحقق القصة أو النص السردي هدفها في البناء والتكوين.