أتوق بأن أصرخ، وأجري باكية. هاربة من حياة لا جدوى بها ولا معها ..يملؤني القهر والتساؤلات العليلة لما علينا أن نبرر كل شيء نرتكبه وأي شيء. نقوله دائماً. نتحدث بزعزعة خشية الخطأ مع أننا على يقين أن ما سنقوله صواب لكن ألسنتنا تعودت ويا للأسف على كلمة: (أنني كنت أقصد).. حتى عندما نضحك نبرر وعندما نبتسم نشرح أصبحنا معاقبين ولسنا مراقبين فحسب!
شيء ما سكن قفص صدري شيء صامت يتراجع كثيراً عن الكلام ولا يبتسم إلا في الظلام شيء لم تعد تناسبه ضوضاء وجوههم شيء نام في نفسي ولن يستيقظ إنه (قصدي).. إن لم تكن تفهم قصدي بفهمك طبعي وحلاوة فكري وجمال عقلي لم علي إذا أن أردف كل ذي كلمة أٌخرجها بأنه..
كان ذاك قصدي افتقدنا أريحية الحديث وتبادل الضحكات افتقدنا العناق الطويل وصراخ الكلمات أخذتنا التقنية إلى البرود وموت التعابير غيبت أشواقنا واستحلت ردة أفعالنا عندما أراهم ولو بعد حينٍ طويل أشعر أنهم معي منذ لحظة فلا يوجد هناك أي تعبير لأننا كنا نستشعرهم قرباً خلف الشاشات.
من هو اللص الخفي الذي سلب منا حب الآخرين وحب أحاديثهم من جعل من بعضنا ناساً سيئين لما بتنا نقول قبل أن نقول إياك أن تفهمني خطأ لم الفهم الخطأ ؟! لم كل ما بيننا أصبح رهينة الوقت الإلكتروني في حين أننا مع بعضنا لسنوات قبل كل هذا قديماً كنا نتحدث بطلاقة وحب وضحك مريح لا تسبقه أيمان مغلظة ولا تليه اعتذارات مجلس قديماً كنا نتكلم بصوت عالٍ عن ما نفتقد أو حتى نريد كنا نحب أن ترونا نبتسم لأنهم كانوا جيدين ذي نفوس بيضاء لم تستسلم بعد ..
أريد ذلك العالم الذي أضحك به حد البكاء وهم يضحكون معي إلى حين أن أتكلم لأنهم يثقون بي وبما يكنه داخلي لهم ... أريد العالم الذي أثرثر دون توقف وهم يناوبون السماع لأني مزعجة ...ولم يفهمني أحد أشتاق صراخ الفناء وحضن الاطمئنان وارتياحي وحديثي البريء وقول نحن نسمعك دون أن أٌتبع كل ما قلت بأنني كنت ..!! حافظوا على حب المجالس لا تجعلوا من بعضكم أسراً مفككه. احرصوا أن يحدث أمراً يلملمكم من دون وجع القصد وفهم الخطأ وتمادي السكوت.
- شروق سعد العبدان