مهدي العبار العنزي
منذ توحيد هذه البلاد على يد المؤسس الملك عبد العزيز -طيّب الله ثراه- وهي تساهم في نصرة الشعوب العربية والإسلامية وكم من صيحةٍ لبينا نداءها وأطفينا نيرانًا كانت تستعر، وعبر هذه الحقبة من الزمن وامتداد أيدينا للعرب بالخير والبذل والعطاء هناك من مدوا لنا أيادي الغدر والجحود والتنكر، عاش كثير منهم في وطننا أهدينا لهم الأمن والعيش الكريم والحماية والاستقرار والتعليم المجاني والطب المجاني, فتحنا لهم قلوبنا إيمانا منا بأنهم صادقون عندما ارتدوا عباءة الصديق كانوا في المجالس يشيدون بالمملكة ويمجدون ولاة الأمر. وبعد مغادرة البعض منهم تحولوا إلى نقاد ومحللين ومنظرين وأصحاب خبرة في السياسة السعودية يهاجموننا عبر القنوات والوسائل الأخرى التي أتاحت لهم الفرص لنفث سمومهم وأحقادهم وأحلامهم المريضة ضد هذا الوطن وأهله، وهناك من دعي لحضور احتفالاتنا ومهرجاناتنا وجيء بهم على أرقى درجات الطيران واستضفناهم في أرقى الفنادق وعندما غادروا تحولوا إلى محرضين وأعلنوا معاداتهم لنا، وهناك من تم حجّهم على حساب الدولة ونسوا كل ما قُدم لهم من تسهيلات واستضافة وحماية وطمأنينة في المشاعر المقدسة. كنا ولا زلنا نساهم بفاعلية لحل الكثير من الصراعات والنزاعات وإطفاء الفتن ولم تجد مواقفنا الإنصاف. قدمنا المال لإسعاد شعوبهم ولم نجد أي مردود حتى ولو بالاعتراف الذي هو من شيم الأخيار! بنينا لهم المدارس والمستشفيات. وردوا علينا بالمقذوفات. تحمّلنا المشاق وسخّرنا ثرواتنا واقتصادنا من أجلهم والنتيجة كما نشاهد اليوم.
نسوا الحملات الشعبية التي أمر بها ولاة الأمر لنصرتهم وإغاثتهم والتي من خلالها اقتطع المواطن لقمته لسد جوعهم ومن كسوته ليكسوهم حتى أن الأطفال تبرعوا بما لديهم من نقود وكذلك النساء تبرعن بحليهن لتخفيف النكبات التي يتعرضون لها، تعاطفنا معهم وعندما تعرضنا للإرهاب كانوا يهللون مستبشرين فرحين، كان لدينا قناعة أن العرف لن يذهب سدى مرددين قول الحطيئة:
من يعمل الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
واكتشفنا أن كل ما قُدم لهم ذهب أدراج الرياح. أما الذي عند الله فلن يذهب أبدا.
لم نتوقع أن يصل ببعضهم الحقد إلى هذه الدرجة! يعتقدون أننا سنعاملهم بالمثل ومع هذا نطمئنهم أن عقيدتنا وأن قيمنا وشيمنا ونخوتنا العربية تحول دون معاداتهم وسنبقى بإذن الله عونا لكل من يتعرض لنكبات الزمن وستبقى نظرتنا إلى العلا رغم كيد الحاقدين.