«الجزيرة» - وضاح اليمن:
أكثر من عام ونصف ومحافظة تعز تشهد كل يوم تواصل لمسلسل الانتهاكات والجرائم الممنهجة التي ترتكبها ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح بحق المدنيين ، في الوقت الذي ما تزال تعاني من حصار خانق فرضته المليشيات الانقلابية بالإضافة إلى القصف العشوائي بمختلف الأسلحة الثقيلة على الأحياء السكنية والقرى مع توسع الحرب في مديريات المحافظة ، ويأتي ذلك في ظل تردى الوضع الإنساني في المحافظة وما تشهده بعض مديرياتها من موجة نزوح جماعية غير مسبوقة نتيجة ما تتعرض له من ممارسات وانتهاكات وجرائم من قبل الميليشيا الانقلابية . ائتلاف الإغاثة الإنسانية أعلن في آخر تقرير له حول الوضع الإنساني في تعز خلال شهر يوليو 2016 عن مقتل 46، وجرح 612 مدنيا بينهم نساء وأطفال في محافظة تعز خلال يوليو الماضي ، بينها إصابات خطرة ، جراء عمليات القنص والقصف العشوائي على الأحياء السكنية والأسواق الشعبية والقرى في مختلف مديريات المحافظة.
التقرير تطرق إلى إجمالي الخسائر البشرية والمادية التي تم رصدها جراء الأحداث في المحافظة، والوضع الصحي والتعليمي القائم، والاحتياجات الإنسانية الإغاثية للمحافظة.
ففيما يخص الدمار والأضرار ذكر التقرير أن منزلين تعرضا للتفجير بالألغام والعبوات الناسفة ، شرقي المدينة من قبل الانقلابيين بالإضافة إلى تضرر منزلين آخرين كلياً، و 9 منازل تضررت جزئياً جراء القصف العشوائي للمليشيات على الأحياء والمنازل كما تم إحراق عشرة منازل في قرية الصراري من قبل الميليشيات قبيل انسحابهم منها .
وتطرق التقرير فيما يخص الخدمات إلى الكهرباء والمياه والنظافة مؤكدا أن هذه الخدمات لا تزال منقطعة عن المدينة حتى اللحظة في ظل حصار خانق لا تزال تفرضه مليشيات ( صالح / الحوثي ) الانقلابية على المدينة والتي تتمركز في أطراف المدينة من عدة اتجاهات . ولفت التقرير إلى المأساة الإنسانية التي شهدتها القبيطة والصراري في المحافظة نتيجة المواجهات المسلحة بين المقاومة الشعبية المسنودة بالجيش الوطني من جهة والمليشيات الانقلابية التابعة لـ ( صالح / الحوثي ) من جهة أخرى وهو ما جعل ائتلاف الإغاثة يقوم بتسيير قوافل إغاثة عاجلة بدعم من مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية حيث استهدفت قافلة غذائية مكونة من 200 سلة غذائية بالإضافة إلى تمور مديرية القبيطة التي تعاني نتيجة الحرب الدائرة هناك فيما كانت قرية الصراري في جبل صبر قد استهدفت في وقت سابق أيضا بقافلة غذائية بدعم من مركز الملك سلمان ومنظمة الصحة العالمية احتوت على 600 سلة غذائية بالإضافة إلى أدوية طبية من منظمة الصحة العالمية .
مديرية الوازعية وإحدى أهم المديريات التي شهدت صراعا قويا بين الشرعية والانقلابيين وتضررت كثيرا هي الأخرى كانت قد استهدفت من قبل ائتلاف الإغاثة بالمحافظة وعبر مكتبه في عدن بمساعدات غذائية قدرت بنحو 24 طنا استفادت منها ما يزيد عن 400 أسرة من الأسر المتضررة .
ورصد ائتلاف الإغاثة الإنسانية بالمحافظة موجة النزوح من مديريات المحافظة نتيجة الحرب والتهجير الجماعي التي تقوم به المليشيات الانقلابية من خلال إحصائيات وأرقام حيث ذكر التقرير أن 441 أٍسرة تعرضت للنزوح والتهجير القسري منها 421 أسرة في مديرية حيفان جنوب المحافظة منها 142 أسرة من عزلة الاعبوس التي تعد إحدى عزل مديريات حيفان حيث نزحت تلك الأسر إلى عدد من القرى في المديريات المجاورة كالصلو بالإضافة إلى مدينة الراهدة الحوبان وبعض المحافظات كصنعاء وذمار وعدن وإب .
كما أشار التقرير إلى نزوح 11 أِسرة من منطقة غراب غربي المدينة و9 أسر من الجحملية شرق المدينة إلى عدد من الأماكن الأخرى التي لا توجد فيها مواجهات .
وتطرق التقرير إلى واقع التعليم الذي تعيشه المحافظة في ظل الأوضاع الحالية حيث شهدت المحافظة بدء الامتحانات للشهادتين الأساسية والثانوية في الوقت الذي تعرضت فيه الكثير من المدارس في المحافظة للتدمير الكلي أو الجزئي بقذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا التي تطلقها المليشيات بشكل عشوائي على المدينة .
جامعة تعز هي الأخرى ورغم القصف العشوائي كانت قد بدأت في استعادة العملية التعليمية بشكل جزئي حيث بدأت بعض الكليات باستئناف الدراسة فيها واستكمال بعض الفصول الدراسية التي توقف فيها الطلاب لأكثر من عام ونصف فيما دشنت بعض الكليات الاختبارات النهائية . وفيما يخص الاحتياجات الإنسانية في ظل الظروف الحالية أكد التقرير على عدد من احتياجات المحافظة في من المساعدات الإغاثية في الصحة والغذاء والمياه والكهرباء والإيواء للنازحين والأسر المهجرة بالإضافة إلى المشتقات النفطية لتأمين سير الحياة للسكان وتشغيل المنشآت الخدمية .
حيث قدر التقرير تكلفة الاحتياج الشهري لتغطية تلك المتطلبات في مجال الصحة والبيئة بأكثر من 82 مليون دولار بالإضافة إلى احتياج الأسر النازحة إلى 50 ألف سلة غذائية فيما تحتاج الأسر المتضررة والمنكوبة إلى 100 ألف سلة شهريا . ما فيما يخص الإيواء فقد ذكر التقرير احتياج المحافظة إلى 25 مركز إيواء لعدد 16500 فرد و 29858 أسرة نازحة ومستضيفة للنازحين .
ويحتاج 2 مليون نسمة في المدينة لتأمين مياه الشرب والاستخدام بحسب معايير ( أسفير) العالمية .
أما فيما يخص أرقام الاحتياج من المشتقات النفطية قال التقرير إن المحافظة بحاجة إلى توفير (685800) لتر من مادة الديزل شهرياً، بالإضافة إلى توفير (174600) لتر من مادة البترول شهرياً.