أكثر من 100 يوم مرت منذ بدء المشاورات اليمنية في الكويت .. كويت المحبة والسلام، صاحبة الأيادي البيضاء، ولا شيء تحقق سوى المزيد من التعنت والتحدي من قبل قوى الانقلاب لإرادة الشعب اليمني والمجتمع الدولي، في ظل تواطؤ واضح وغير مبرر من قبل المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ الذي أعلن بكل أريحية أن المشاورات لم تنتهي وأنه سوف يتم استئنافها في وقت لاحق وربما تكون في بلد آخر دون أن يسمي طرف الانقلابيين كطرف معرقل بعد رفضهم التوقيع على الخارطة التي تقدمت بها الأمم المتحدة وكمقترح من المبعوث نفسه، وهو ما يعني تغطية لفشله الذريع في إدارة الملف اليمني.
وفد الحكومة الشرعية كان قد توج دبلوماسيته التي اعتمدت على النفس الطويل بانتصار في الوقت المناسب من خلال توقيعه على الاتفاق ومغادرته الكويت وهو ما سبب حالة إرباك لدى الانقلابيين وكانوا قد استبقوها بخطوة سابقة حين أعلنوا تشكيل المجلس السياسي وتم توقيعه في صنعاء فيما المتحاورين ما زالوا يجلسون على طاولة المشاورات في الكويت.
قدمت دول التحالف العربي وعلى رأسها الشقيقة الكبرى مملكة الخير والعطاء كل التسهيلات لإعادة المسار السياسي وإنهاء الانقلاب وحقن دماء اليمنيين فيما واصلت مليشيات الموت تمددها على الأرض وتعنتها وجبروتها وقابلها سياسة نفس طويلة لديبلوماسية الشرعية والتحالف اللذان أدارا الملف السياسي باقتدار وحنكة على كافة المستويات رغم كل ممارسات تلك المليشيات.
راوغ الانقلابيون ومكروا ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، حاولوا ومن خلفهم طهران وحزب الله أن يعيدوا شرعنة الانقلاب بكل الوسائل، دون جدوى في ظل عدم امتلاكهم الشرعية التي منحها الشعب اليمني لقيادته السياسية وفرضتها بنادق المقاومة والجيش الوطني على الأرض في كل ربوع اليمن وبإسناد طيران التحالف العربي وجنوده على الأرض اختلط معها الدم اليمني والسعودي والإماراتي والبحريني على طريق الانتصار الكبير لمشروع الوطن العربي الممتد من الخليج إلى المحيط في مواجهة المشروع الإيراني المدعوم من قبل بعض القوى الدولية لزعزعة أمن المنطقة ومحاولة رسم خارطة شرق أوسطية جديدة تعمل عليها أجهزتهم الاستخباراتية منذ زمن طويل.
اليوم وبعد فشل المشاورات والخطوات التي يحاول الانقلابيون عملها على الأرض من خلال عودة المخلوع للواجهة تحت مظلة المجلس السياسي وهي المحاولة الأخيرة التي دقت المسمار في نعش التفاهمات السياسية والانقلاب.
كل هذه التطورات الجديدة تجعل مسألة الحسم العسكري هي الخيار الأنجع للتعامل مع هذه المليشيات الانقلابية الدموية ويبقى خيار الحسم العسكري لا مفر منه ليس من أجل القتال والحرب ولكن من أجل السلام، نعم فخيار الحرب قد فرض على اليمنيين من قبل هذه القوى الإجرامية وخاضها اليمنيون والتحالف العربي مجبرين من أجل السلام وليس لأجل الحرب نفسها.
اليوم وقوات الجيش الوطني على تخوم صنعاء سنسمع الكثير والكثير من النداءات لتجنيب صنعاء الحرب وسنرى الكثير من قيادات المخلوع والحوثي يستنجدون بالمجتمع الدولي ليعادوا مراوغاتهم، ولكن لا عاصم اليوم من أمر الحسم العسكري.. بعد كل التنازلات التي قدمتها الشرعية من أجل السلام من جنيف واحد إلى جنيف اثنين وصولا لمشاورات الكويت... هي الحرب إذا من أجل السلام من أجل الحياة ولا سلام إلا بالحسم وكما يقول المثل (الوجه من الوجه أبيض ) ...
صوت الحرف:
يا سيد الكهف
اكفف عبيدك عنا
فإننا شجر لا يموت
إنا شعب الله
وأحجية النصر
وألف ألف قلم وبندقية
وألف ألف وردة تغني للحياة
- وضاح اليمن